مقابلة مع رئيس أساقفة الجزائر حول خطورة الاعتداء على المسيحيين فيها

كشف المطران غالب بدر رئيس أساقفة الجزائر بأن الاعتداء على كنيسة تفات بتيزي أوزو أمر خطير واستنكر أي اعتداء على أي رمز أو مكان عبادة لأي ديانة كانت، وأوضح في حوار مع جريدة الخبر الجزائرية أن "قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين تضييق على الكنيسة في الجزائر.. فإما أن تكون هناك حرية أو لا تكون أصلا". وأضاف: "نحن كنيسة كاثوليكية والكنيسة التي تعرضت للتخريب تخص الطائفة البروتستانتية، ومع هذا نقول كلمة حق لأننا نقف مع المظلوم والفقير ولأن هذا هو واجبنا الديني ونؤكد مساندتنا المظلومين".

وأكد المطران بدر أنه كان الأجدر بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن تشجب، كما فعل الأساقفة بعد الاعتداء على الكنيسة، لأنه اعتداء على أملاك الآخرين وعلى رموزهم الدينية، بدل اتهام الأساقفة بالعمالة، لمجرد شجبهم الاعتداء على رموز دينية لطائفة أخرى.

وحول مسألة منع بناء المآذن في سويسرا وغيرها من الدول الأوروبية، قال المطران بدر إن أول المدافعين عن المآذن هم الأساقفة ورجال الدين المسيحيون في سويسرا وإن الكنيسة مع الحرية الدينية والرموز الدينية، ولا يجب أن يتحول أي حادث إلى قضية كبرى وأن تترك الأمور في حجمها الطبيعي. وإذ أكد أن المسلمين مقبولون في سويسرا ولهم مساجدهم ويصلون بحرية، وأن قضية المآذن طرحت على التصويت الشعبي، تمنى المطران بدر لو تم طرح القضايا العربية على الاستفتاء الشعبي. كما شدد على احترام ما توصل إليه الاستفتاء، وربما مع مرور الزمن، ستنضج الأفكار وتتغير صورة الإسلام في سويسرا وتتغير معها نتائج الاستفتاء الذي سيعاد تنظيمه.

وعن منع ارتداء البرقع أو النقاب في فرنسا وغيرها من الدول الغربية، قال المطران بدر إنها نفس قضية المآذن، فحتى مسألة ارتداء النقاب أو عدمه، تشكل موضوع خلاف في الدول العربية والجامعات، وعلى الإسلام أن يتخذ موقفا منها. فإما أن يعد ارتداؤه أمرا دينيا لا يمس أو أنه عادة اجتماعية، ولهذا لا يجب أن تكون موضوع خلاف وانقسام في العالم ومغذيا لصراع الحضارات، ورأى أنه أمر يعني الإسلام قبل الغرب.

وأضاف رئيس أساقفة الجزائر أن ارتداء النقاب منع في الجامعات المصرية وحتى في الكويت. فلا يجب إذا أن يتم تصنيف ما يحدث في خانة الاعتداء على الإسلام، وعلى العالم العربي والإسلامي أن يحدد موقفه منه وليس فرنسا أو غيرها.