2010-01-26 17:26:52

عظة البابا في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما: هناك حقول أخرى للشهادة المشتركة بين المسيحيين


وأنتم شهود على ذلك، هي الدعوة المشتركة لنكون رسل الإنجيل، هذا ما قاله البابا بندكتس الـ16 حين ترأس عصر الاثنين صلاة الغروب في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما بمشاركة ممثلين عن الكنائس الأرثوذكسية والبروتستنتية ، مشيرا إلى أن لقاء بولس مع المسيح القائم من الموت على طريق دمشق كان بداية نشاط رسولي لم يعرف الكلل، وأن شهادته الإيمانية بلغت به إلى شهادة الدم في روما.

سطر البابا أن دينامية اختبار القديس بولس هي نفسها عند تلميذي عماوس اللذين التقيا الرب المسيح القائم الذي ظهر على الأحد عشر رسولا المجتمعين في أورشليم، فعزاهم وقواهم وانتصر على خوفهم وشكوكهم. تلك الأحداث والأمور شهد التلاميذ عليها وهي عينها التي يشهد لها المؤمنون بالمسيح في كل زمان ومكان، فالشهادة هذه تنشأ من اللقاء بالمسيح القائم، وتتغذى من العلاقة الدائمة معه، وتحيا بالحب العميق نحوه.

ولفت الحبر الأعظم إلى أن اختيار موضوع أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيين لهذا العام مرتبط بالمئوية الأولى للمؤتمر الإرسالي في إدنبره الذي اعتبر حدثا قاطعا في ولادة الحركة المسكونية الحديثة، فشدد على أن شركة تلاميذ المسيح ووحدتهم هما شرط بالغ الأهمية لإضفاء مصداقية كبرى على شهادتهم وفعاليتها.

سطر البابا ضرورة عمل تبشيري جديد وكثيف لا للشعوب التي لم تعرف الإنجيل وحسب، بل  للشعوب التي فيها انتشرت المسيحية وتشكل جزءا من تاريخها، وسط عالم مطبوع باللامبالاة الدينية وبتنامي عدائية تجاه الإيمان المسيحي.

وإذ شدد على أهمية تقديم شهادة مشتركة في السعي للوحدة التامة، إزاء تحديات الزمن الراهن المعقدة كالعلمنة واللامبالاة، النسبية والمتعية، ومواضيع أخلاقية حساسة ومحدودية العلم والتكنولوجيا وأخيرا الحوار مع التقاليد الدينية الأخرى، دعا بندكتس الـ16 بالتالي إلى الشهادة المشتركة في حقول أخرى مهمة شأن حماية الخليقة، تعزيز الخير العام والسلام، الدفاع عن محورية الشخص البشري، الالتزام بمكافحة البؤس في عالم اليوم كالجوع والفاقة والأمية والتوزيع غير العادل للخيور.

أكد البابا في ختام عظته أن الالتزام لأجل وحدة المسيحيين ليس عملا يخص بعضا من الناس ولا نشاطا جانبيا في حياة الكنيسة وحسب، بل إنه دعوة كل فرد ليدعم بإسهامه تحقيق الخطوات المفضية إلى الشركة التامة بين تلاميذ المسيح أجمعين، دون إغفال أن الشركة عطية من لدن الله نسألها باستمرار.








All the contents on this site are copyrighted ©.