2010-01-24 15:50:08

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


لما أخذ كثير من الناس يدونون رواية الأمور التي تمت عندنا، كما نقلها إلينا الذين كانوا منذ البدء شهود عيان للكلمة، ثم صاروا عاملين لها، رأيت أنا أيضا، وقد تقصيتها جميعا من أصولها، أن أكتبها لك مرتبة يا تاوفيلس المكرم، لتتيقن صحة ما تلقيت من تعليم.

وعاد يسوع إلى الجليل بقوة الروح، فانتشر صيته في الناحية كلها. وكان يعلم في مجامعهم فيمجدونه جميعا. وأتى الناصرة حيث نشأ ودخل المجمع يوم السبت على عادته وقام ليقرأ. فدفع إليه سفر النبي أشعيا، ففتح السفر فوجد المكان المكتوب فيه: "روح الرب نازل عليّ لأنه مسحني لأبشر الفقراء وأرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم وأفرّج عن المظلومين وأعلن سنة قَبول عند الرب". ثم طوى السفر فأعاده إلى الخادم وجلس. وكانت عيون أهل المجمع كلهم شاخصة إليه. فأخذ يقول لهم: "اليوم تمت هذه الآية بمسمع منكم". (لوقا 1/1-4؛ 4/14-21)

 

قراءة من أوريجانوس (+254)

بانتظار الخمرة الجديدة

 

المسيح يسوع، ذاك الذي أخذ جراحنا وتألم لأجلنا كطبيب لنوفسنا وأجسادنا، أيهمل الآن جراحنا في فسادها؟ "لأن جراحنا نتنة ومصدَّدة بسبب جنوننا" كما يقول النبي. فهو إذا لأجلنا جميعا واقف أمام وجه الله يتوسط لأجلنا: يقف على المذبح مقدما لله كفّارة عنا، ولهذا، وإذ عرف أنه سيصعد على هذا المذبح، قال: "لا أشرب بعد من ثمار هذه الكرمة قبل أن أشرب خمرة جديدة معكم". فهو ينتظر أن نرتدّ غليه ونغتذي بمثله ونتتبع آثاره، لكي يفرح معنا "ويشرب معنا الخمرة في ملكوت أبيه".

فالرب الآن وهو الشفوق الرحيم "يبكي أكثر من رسوله، مع الباكين، ويرغب في أن يفرح مع الفرحين". ويبكي أيضا أكثر على الذين أخطأوا ولم يتوبوا بعد. لأنه لا يجوز أن نفكر بأن بولس يبكي على الخطأة ويأسف على فاعلي الشر، بينما ينقطع يسوع عن البكاء عندما يصل إلى الآب. إن الذي يصل إلى المذبح، لا يشرب خمرة الفرح، وهذا يعني أنه لا يزال يتذوق مرارة آثامنا. فهو لا يريد إذا أن يشرب وحده الخمرة في الملكوت بل ينتظرنا كما قال: "حتى أشربها معكم". في إهمالنا حياتنا، نكون سببا لتأخير فرحه.








All the contents on this site are copyrighted ©.