2010-01-18 16:01:24

عيون العالم كله شاخصة نحو هاييتي


لا تزال عيون العالم بأسره شاخصة نحو هاييتي المتضررة من زلزال مدمّر ضربها في الثاني عشر من الجاري مسبّبا مقتل عشرات الآلاف وتشريد ما يزيد عن مليون آخرين، في ما تتواصل المساعدات الإنسانية الدولية لإغاثة الضحايا وتعمل الكنيسة الكاثوليكية جاهدة من خلال منظماتها الخيرية لمد يد العون للمنكوبين لاسيما في العاصمة بور أو برانس.

المجلس البابوي كور اونوم قلب واحد أصدر بيانا صحافيا الاثنين جاء فيه أن كاثوليك ريليف سيرفس الوكالة الإنسانية الدولية التابعة لمجلس أساقفة الولايات المتحدة تتابع نشاطها بعد أن طلب إليها المجلس الحبري تنسيق المساعدات في هذه المرحلة، وتعقد لقاءات مع مجلس أساقفة هاييتي والسفير البابوي في الجزيرة والعديد من الهيئات الخيرية الكاثوليكية الناشطة في بور أو برانس لمواجهة الكارثة، ويتم توفير الطعام والمياه والألبسة والمساعدات الطبية لإعانة الناجين من الزلزال فيما تصل الإعانات من جمهورية الدومنيكان المجاورة وباقي الدول من خلال العديد من الهيئات الكاثوليكية.

وفي مقابلة مع وكالة زينيت للأنباء، تحدث رئيس المجلس البابوي قلب واحد ـ كور أونوم الكردينال كورديس عن الأضرار الجسيمة التي خلّفها الزلزال وصعوبة الاتصالات في المرحلة الأولى، مشيرا إلى أن المجلس يباشر الآن باستلام تقارير الهيئات الكاثوليكية الناشطة في هاييتي لاسيما كاثوليك ريليف سيرفس.

كما أكد الكردينال كورديس أن السفير البابوي في هاييتي المطران برنارديتو أوتسا أطلع المجلس الحبري كور اونوم على الخسائر البشرية والمادية التي تكبّدتها الكنيسة في الجزيرة، وتحدث نيافته عن مرحلتين اثنتين: الأولى على المدى القصير، حيث ينبغي ضمان الحاجات الأولية من طعام ومياه ومسكن فضلا عن الوقاية من انتشار الأمراض، أما المرحلة الثانية فهي على المدى البعيد وتشمل إعادة الإعمار وتقديم المساعدة الروحية والنفسية لاسيما عندما يتلاشى انتباه وسائل الإعلام.

ذكّر الكردينال كورديس بأن البابا حث جميع البشر ذوي الإرادة الطيبة على التضامن بسخاء لتلبية حاجات المنكوبين من زلزال هاييتي، وشدد في حديثه لوكالة زينيت للأنباء على أهمية مساعدة الهيئات الخيرية التابعة للكنيسة الكاثوليكية التي تعمل جاهدة لإغاثة الضحايا مذكّرا بأن المجلس البابوي قلب واحد طلب من كاثوليك ريليف سيرفس تنسيق المساعدات الإنسانية في هذه المرحلة نظرا لتاريخها الطويل في جزيرة هاييتي حيث تتواجد منذ أكثر من خمسين سنة، إضافة إلى خبرتها في مواجهة كوارث مماثلة.

أضاف الكردينال كورديس أن الاجتماع القادم لمؤسسة ترقي الشعوب سيُعقد في سانتو دومينغو بجمهورية الدومنيكان في تموز يوليو 2010، مذكّرا بأن يوحنا بولس الثاني أنشأ هذه المؤسسة لمساعدة بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب، ومشيرا إلى أن المجلس البابوي قلب واحد قدّم مساعدات كثيرة لهاييتي في الماضي وسيواصل تقديم يد العون. وأضاف الكردينال كورديس أن هذه المأساة قد تتحوّل لكارثة كاملة بدون إيمان، مشددا على أهمية رفع الصلاة من أجل الإخوة والأخوات المتضررين من الزلزال.

ختم رئيس المجلس البابوي قلب واحد حديثه لوكالة زينيت للأنباء قائلا إن الكنيسة ستقف دوما إلى جانب سكان هاييتي التي تحتاج لسنين عديدة لإعادة إعمار ما هدّمه الزلزال، وأشار إلى أن مآس كهذه تحثنا جميعا على الاهتمام بالإخوة المتألمين، كما حصل مع ضحايا تسونامي وإعصار كاتيرينا.

ـ من جهة أخرى، دعا مجلس أساقفة أمريكا اللاتينية المؤمنين لرفع الصلاة من أجل ضحايا زلزال هاييتي والتجاوب مع نداء التضامن الذي أطلقه البابا بندكتس السادس عشر، كما وعبّر عن ألمه الشديد لوفاة رئيس أساقفة بور أو برانس المطران جوزيف سيرج ميوت والطبيبة زيلدا ألانس مؤسسة رعوية الطفولة التابعة لمجلس أساقفة البرازيل، وكانت موجودة في جزيرة هاييتي لدوافع إنسانية. وفي السياق نفسه، عبّر مجلس أساقفة أستراليا الكاثوليك عن تضامنه مع سكان هاييتي، ودعا المؤمنين لرفع الصلوات من أجل الضحايا وتقديم المساعدة من خلال كاريتاس المحلية التي تشارك في أعمال الإغاثة بالتعاون مع باقي الهيئات الكاثوليكية الناشطة في الجزيرة.

ـ وعلى الرغم من التعبئة الدولية لمساعدة هاييتي أفقر دول الأمريكيتين، هناك العديد من المصاعب اللوجيستية، وقد عبّر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته هاييتي أمس الأحد عن تضامنه الكامل مع الجزيرة، وقد تفقّد ما تبقّى من مقر بعثة المنظمة لإحلال الاستقرار، حيث قُتل أربعون شخصا فيما لا يزال ثلاثمائة وثلاثون موظفا أمميا في عداد المفقودين.

هذا وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن دولا عديدة أعلنت تجاوبها مع نداء المنظمة لجمع مساعدات مالية بقيمة 562 مليون دولار، في ما تشير الحصيلة الأخيرة الصادرة عن سلطات هاييتي إلى مقتل 70 ألف شخص وإصابة 250 ألفا وتشريد مليون وخمسمائة ألف آخرين. وتضامنا مع ضحايا الزلزال، أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص مساعدة فورية بقيمة 200 مليون يورو لإعادة إعمار هاييتي، ذلك في أعقاب اجتماع في بروكسيل عقده اليوم الاثنين وزراء التنمية في بلدان الإتحاد.








All the contents on this site are copyrighted ©.