2010-01-17 14:44:14

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وفي اليوم الثالث، كان في قانا الجليل عرس وكانت فيه أم يسوع. فدعي يسوع أيضا وتلاميذه إلى العرس. ونفذت الخمر، فقالت ليسوع أمه: "ليس عندهم خمر". فقال لها يسوع: "ما لي ولك، أيتها المرأة؟ لم تأت ساعتي بعد". فقالت أمه للخدم: "مهما قال لكم فافعلوه". وكان هناك ستة أجران من حجر لما تقتضيه الطهارة عند اليهود، يسع كل واحد منها مقدار مكيالين أو ثلاثة. فقال يسوع للخدم: "املأوا الأجران ماء". فملأوها إلى أعلاها. فقال لهم: "اغرفوا الآن وناولوا وكيل المائدة". فناولوه، فذاق الماء الذي صار خمرا، وكان لا يدري من أين أتت، في حين أن الخدم الذين غرفوا الماء فكانوا يدرون، فدعا العريس وقال له: "كل امرئ يقدم الخمرة الجيدة أولا، فإذا أخذ الشراب في الناس، قدّم ما كان دونها في الجودة. أما أنت فحفظت الخمرة الجيدة إلى الآن". هذه أولى آيات يسوع أتى بها في قانا الجليل، فأظهر مجده فآمن به تلاميذه. وانحدر بعد ذلك إلى كفرناحوم ومعه أمه وإخوته وتلاميذه فأقاموا فيها بضعة أيام. (يوحنا 2/1-11)

 

قراءة من القديس أثناسيوس الإسكندري (+373)

نصائح القديس أنطونيوس أبِ الرهبان لتلاميذه

 

يا أولادي، يجب علينا أن لا نقنطَ ولا نمل ولا نتصور أننا نفعل كثيرا من أجل الله، لأن عذابات هذه الدنيا، لا تقاس بالنسبة إلى المجد المعد لنا في الآخرة. ولا يظن أحد منكم أنه ترك شيئا كثيرا، إذا ترك ما هو له: لأنه إذا قابلنا كل الأرض مع اتساع السماء فلا تكون إلا نقطةً من بحر. متى ترك الإنسان بيتا جميلا وأموالا وافرة، يجب عليه أن يفتخر ولا يأسف، بل أن يعتبر أنه إذا لم يترك كل موجوداته ليأتي محلا صالحا، فيُضطر أن يتركها عند الموت.

ولهذا، علينا أن نكون مستعدين لترك كل شيء عن طيبة خاطر رغبة بمرضاته، لكي نحصل على السماء. ولنخمد فينا كل شوق إلى امتلاك حُطام الدنيا في هذا العالم: لأنه أيةُ منفعة من الحصول على أشياء سنغادرها ساعة الموت؟ إذا، يجب علينا أن نحصّل ما يتبعنا إلى القبر: كالفطنة والعدالة والقناعة، والقوة ومعرفة الأشياء المقدسة، والمحبة وحب الفقراء والإيمان بيسوع المسيح، ووداعة القلب والضيافة. فمتى ملكنا كل هذه الصفات فإنها تخولنا أن نكون في مقر الطوباويين بين الودعاء ومتواضعي القلوب.








All the contents on this site are copyrighted ©.