2010-01-13 14:23:05

البابا في مقابلته العامة يوجه نداء للتضامن الحقيقي مع منكوبي زلزال هايتي ويتحدث عن نشوء رهبنتي القديسين فرنسيس ودومينيك


على أثر الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي، وجه البابا بندكتس الـ16 خلال مقابلته العامة نداء للتضامن الدولي مع السكان المنكوبين والمتضررين الذين يعيشون وضعا مأساويا جراء الكارثة الكبرى التي أوقعت ضحايا كثيرة وشردت الآلاف من السكان وفقد الكثير منهم، مخلفة أضرارا مادية جسيمة. هذا ودعا البابا للصلاة معه على نية الموتى وذويهم ومن يبكيهم، معربا عن قربه الروحي من الذين فقدوا منازلهم والذين امتحنوا، سائلا الله العزاء والراحة من آلامهم.

ووجه الأب الأقدس نداءه لجميع الناس ذوي الإرادة الطيبة كي يبادروا إلى سخاء المساعدة والتضامن الحقيقي مع الإخوة والأخوات في هايتي الذين يرزحون تحت نير العوز والألم وإلى دعم الجماعة الدولية الفاعل. كما أكد مباشرة الكنيسة الكاثوليكية بتفعيل أنشطتها الخيرية تلبية لاحتياجات السكان الأولية والطارئة.

وفي مقابلته العامة مع المؤمنين والحجاج الذين غصت بهم قاعة بولس السادس بالفاتيكان وصفقوا له طويلا حين وصوله، تحدث بندكتس الـ16 عن نشوء رهبانيات المستعطين في القرن الثالث عشر الميلادي بواسطة قديسين كبار مثل القديسين فرنسيس الأسيزي ودومينيك اللذين أدركا جيدا قراءة علامات الأزمنة.

يشهد التاريخ على أن القديسين هم مصلحو الكنيسة الحقيقيون ولم يخطئوا بحقها أبدا، أضاف الحبر الأعظم، مضيئا على دور رهبانيات المستعطين التي قامت على حسنات الناس ودعم المؤمنين المادي رغبة بعيش الفقر الإنجيلي الراديكالي. ولفت إلى أن تلك الحركات الرهبانية جاءت تدريجيا لتضع حدا لحركات مغايرة تماما لروح الكنيسة وتعليمها، فسطعت شهادتها نيّرة في سماء الكنيسة والرسالة المسيحية.

وعلى الرغم من العيش في مجتمع يطغى عليه التملك والأنانية، تابع البابا، فمن واجب المسيحي الصالح أن يكون مرهف الحس تجاه "مثال الفقر والتضامن" الذي يعرض عليه اليوم كتلك الحركات التي تنطلق من الإنجيل نفسه لتحياه راديكاليا من خلال خدمة الجار والقريب.

ولفت الأب الأقدس إلى أن أعضاء تلك الرهبانيات أصبحوا معلمين روحيين فجندوا عظاتهم لمساعدة المؤمنين على التعمق بحياة الصلاة والإيمان، وعبرهم نشأت رهبنات العلمانيين الثالثة الفرنسيسكانية والدومينيكانية. كما عزز هؤلاء الدعوة إلى "قداسة علمانية" وكانوا مفكرين كبارا بلغ أثرهم حتى المعاهد والجامعات إذ نادوا "بالمحبة الفكرية" ولعبوا دورا بارزا في نمو لاهوت السكولاستيك والفكر الغربي، فرفدوا العالم والكنيسة صبا متجددا.








All the contents on this site are copyrighted ©.