2010-01-01 15:17:35

رأس السنة الميلادية: محطة روحية عند كلمة الحياة


وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. ولما رأوا ذلك جعلوا يخبرون بما قيل لهم في ذلك الطفل. فجميع الذين سمعوا الرعاة تعجبوا مما قالوا لهم. وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور وتتأملها في قلبها. ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم. ولما انقضت ثمانية أيام فحان للطفل أن يختن، سمي يسوع، كما سماه الملاك قبل أن يحبل به. (لوقا 2/16-21)

 

قراءة من المطران بطرس مراياتي أسقف حلب للأرمن الكاثوليك

 

كتب المطران بطرس مراياتي في كتابه "أبحر إلى العمق" عن السلام يقول: "يكفي أن نلقي نظرة إلى ما حولنا وأن نقرأ الصحف ونسمع الأخبار لنكتشف كيف أن الإنسان المعاصر فاق الإنسان القديم تشويها للطبيعة والمخلوقات: المناخ والطقس تغيرا وتبدلا.. وطبقة الأوزون تتلاشى رويدا رويدا. المياه تزداد تلوثا.. الإشعاعات النووية والنفايات الذرية تهددنا في كل لحظة. النباتات تحوَّل إلى مخدرات تفتك بالأرواح والأجساد.

لست رسول شؤم ونبي كوارث، ولكن.. هذا هو الواقع. وماذا لو حدثتكم عن الجفاف والمجاعات والأعاصير والحروب وانتهاك كرامات البشر وحقوق الإنسان؟ هل هذا من صنع الله؟ لا، كل ذلك من مشيئة الإنسان الذي أصبح عدو الطبيعة من حيث يريد أن يتسلط عليها. أصبح عدو الكون باسم تقدم العلم. أصبح عدو الله لأن مَن كان في صراع مع المخلوقات هو في صراع مع الخالق. فعلينا، إّذا، أن نعيش بسلام مع الخلائق كلها ليكون سلام مع الله. (أبحر إلى العمق: تأملات في مطلع الألف الثالث، 2003)

 

يا رب السلام، أعطنا السلام وهَبِ العالم والبشرية السلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.