2009-12-31 15:52:27

العالم يستعد لاستقبال السنة الجديدة بعروض وألعاب نارية وسط تدابير أمنية مشددة


يستعد العالم للاحتفال بحلول السنة الجديدة عبر تنظيم احتفالات وإطلاق الألعاب النارية وسط تدابير أمنية مشددة بعد الكشف عن خطة تفجير طائرة في الولايات المتحدة وإحباطها في يوم الميلاد. ويستعد محبّو السهر من جزيرة توفالو في المحيط الهادىء إلى تيخوانا بالمكسيك لوداع سنة 2009 واستقبال عقد جديد مغلقين الباب على سنوات شهدت حروبا وهجمات إرهابية وكوارث طبيعية وأزمات مالية. في سيدني أول مدينة كبرى تستقبل السنة الجديدة يُتوقع أن يحتشد حوالي مليون ونصف مليون شخص قرب المرفأ لحضور عرض الألعاب النارية فوق جسر سيدني الشهير. وفي باريس سيشهد برج إيفل عروضا ضوئية فيما يُتوقع أن يتدفق أكثر من مليون شخص في برلين إلى بوابة براندنبرغ رمز الوحدة الألمانية. والاحتفالات في بريطانيا ستتركز قرب دولاب لندن الشهير عبر نهر التايمز فيما ستدق ساعة بيغ بن الشهيرة في منتصف الليل معلنة بدء السنة الجديدة. وفي ساحة تايمز سكوير في وسط مانهاتن بنيويورك سيتم إلقاء سيل من قصاصات الورق الملونة في لحظة حلول السنة الجديدة.  وفي ما سيحتشد الكثير من الناس لمشاهدة كرة الكريستال التقليدية التي تعلن العد العكسي لبدء سنة  2010سيتولى عناصر الشرطة باللباس المدني مراقبتهم فيما نُصبت كاميرات مراقبة ومعدات لرصد المواد المشعة والبيولوجية. ولن يُسمح بحمل حقائب الظهر أو الكحول في تايمز سكوير. وقال مسؤول أمني في المدينة نعتقد أن نيويورك ستكون الهدف الأول لأي هجوم إرهابي محتمل في أمريكا. وعند حلول منتصف الليل بتوقيت سيدني سيتم إطلاق حوالي 4500 كيلوغرام من الألعاب النارية في سماء المدينة. ويُتوقع مجيء حوالي نصف مليون شخص إلى مرفأ هونغ كونغ لمشاهدة عرض الألعاب النارية الذي سينطلق من سطوح عشر ناطحات سحاب. في تايلاند حظرت الشرطة إطلاق الألعاب النارية بعد الحريق الذي اندلع في ملهى ليلي في بانكوك قبل سنة وأدى إلى مقتل 65 شخصا. الإجراءات الأمنية لن تكون مشددة كثيرا في كشمير الهندية بسبب تراجع الهجمات في ما يقول السكان المحليون إنهم سيتمكنون من الاحتفال هذه السنة للمرة الأولى منذ عقدين في منطقة الهملايا بهدوء. ووُضعت إندونيسيا في حالة تأهب قصوى بعد الهجمات الانتحارية في يوليو حيث توزعت عناصر الشرطة لحماية الكنائس والمراكز التجارية. والإجراءات الأمنية مشددة أساسا في أفغانستان وباكستان بعد سنة من الهجمات الدامية في البلدين حيث ينشط متمردو القاعدة وطالبان. حكومتا هولندا ونيجيريا أعلنتا أنهما ستستخدمان أجهزة مسح كامل لأجسام الركاب في مطاراتهما بعد إحباط هجوم يوم عيد الميلاد حين مرّ نيجيري مشتبه به في الثالثة والعشرين من العمر عبر عمليات تفتيش في الدولتين دون أن يكتشف أحد أمره. قالت وزيرة الداخلية الهولندية إن مطار سخيبهول في أمستردام سيبدأ باستخدام أجهزة المسح التي تخترق الملابس في غضون ثلاثة أسابيع لفحص المسافرين إلى الولايات المتحدة بعد مشاورات مع السلطات الأمريكية. وصرح مسؤول في قطاع الطيران في نيجيريا بأن بلاده ستزوِّد مطاراتها الدولية بأجهزة المسح الكامل في العام الجديد. وفي الولايات المتحدة أثار الهجوم الذي أُحبط على متن الطائرة الأمريكية المتجهة إلى ديترويت دعوات في الكونغرس إلى زيادة استخدام أجهزة مسح الجسم التي يقول مؤيدون لها إن بوسعها رصد الأشياء غير المعدنية مثل المتفجرات التي هُرِّبت إلى الطائرة. وكشف الهجوم عما وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه إخفاقات بشرية ونظامية في وكالات الأمن الأمريكية وأثار تكهنات بأنه قد يدفع الأميرال دينيس بلير رئيس المخابرات الأمريكية أو جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي للاستقالة. في إندونيسيا تم إعلام السفارة الأمريكية باحتمال حصول هجوم إرهابي على جزيرة بالي السياحية التي كانت في الماضي مسرحا لاعتداءات استهدفت تجمعات أجنبية. في كاراتشي بباكستان انتهى عام 2009 باعتداء انتحاري أسفر عن وقوع 43 قتيلا. وما القول عن موجة الاحتجاجات الشعبية في إيران والتي راحت تتسع لتتخذ لها أبعادا تثير مخاوف من احتمال قرار النظام بالقضاء تماما على المحتجين مهما كلف الثمن بعد أن فقد تماما السيطرة على الأوضاع وبعد أن جرى الحديث عن قوات وآليات عسكرية تتجه نحو العاصمة طهران. في العراق حذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي من أن تكون تفجيرات مدينة الرمادي غرب العراق مُقدِّمة لتدهور أمني خطير لا ينفصل عن تفجيرات بغداد الأخيرة. ودعا إلى الحزم في التعامل مع الإرهابيين مناشدا العراقيين لاعتماد الحيطة والحذر لأن الوضع الأمني لا يزال قابلا للاختراق. الاشتباكات الدامية في اليمن بين الجيش النظامي بدعم من السلطات السعودية والأمريكية والحوثيين الشيعة يُنذر باتساع رقعة هذا النزاع نظرا لأبعاده الطائفية. لكنّ واشنطن قررت رسميا الوقوف إلى جانب صنعاء عسكريا للقضاء على التمرد الشيعي كما فعلت في أفغانستان والعراق حيث لم يأت تورطُها بأي نتيجة أقله حتى الآن. وكان على فيروس إنفلونزا الخنازير أن يزيد الطين بلة في عام 2009 إذ قتل أكثر من اثني عشر ألف شخص حسب منظمة الصحة العالمية. ولليوم الرابع على التوالي واصل المئات من الرعايا الأجانب الاعتصام في وسط القاهرة للمطالبة بالسماح لهم بالذهاب إلى قطاع غزة المحاصر والتضامن مع أهله الصامدين. جاء المعتصمون من أكثر من 45 دولة في العالم للاحتجاج على الحصار وعلى مشاركة الحكومة المصرية إلى جانب الحكومة الإسرائيلية في خنق مليون ونصف مليون فلسطيني في عقوبات جماعية. الحكومة المصرية دفعت بالآلاف من جنود الأمن المركزي لمحاصرة هؤلاء الذين افترشوا الأرض ورددوا الهتافات المنددة بالحصار والمتواطئين فيه عربا، إسرائيليين وأجانب. كما أقدم الكثير منهم على الإضراب عن الطعام في محاولة منهم للضغط على النظام المصري لفتح معبر رفح والسماح لهم بزيارة القطاع الفلسطيني المنكوب. وعلى الرغم من بوادر أمل ضئيلة لدفع عجلة السلام في الشرق الأوسط عاد التوتر مؤخرا ليسيطر من جديد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. سنة مضت تاركة خلفها تساؤلات شتى لعلّ العالم يكون قادرا على إعطاء أجوبة عليها خلال العام الجديد. 








All the contents on this site are copyrighted ©.