2009-12-26 14:39:49

عيد القديس أسطفانس أول الشهداء: محطة روحية عند كلمة الحياة


"هاءنذا أرسلكم كالخراف بين الذئاب: فكونوا كالحيات حاذقين وكالحمام ساذجين. احذروا الناس، فسيسلمونكم إلى المجالس ويجلدونكم في مجامعهم وتساقون إلى الحكام والملوك من أجلي لتشهدوا لديهم ولدى الوثنيين. فلا يُهِمَكم حين يسلمونكم كيف تتكلمون أو ماذا تقولون، فسيلقى إليكم في تلك الساعة ما تتكلمون به. فلستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم يتكلم بلسانكم. سيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويثور الأبناء على والديهم ويميتونهم، ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي. (متى 10/16-22)

 

قراءة من الكاردينال أنجلو سكولا بطريرك البندقية

تقول لنا قصة إسطفانس أشياء كثيرة. فهي تعلمنا على سبيل المثال أنه لا يجب أبدا فصل التزامات الإحسان الاجتماعية عن البشارة الجريئة بالإيمان. كان أحدَ السبعة الذين فُوِّضوا قبل كل شيء بالإحسان. ولكن لم يكن ممكنا فصل الإحسان عن البشارة. وهكذا، ومع قيامه بالإحسان، بشر أيضا بالمسيح المصلوب، حتى أنه ارتضى الاستشهاد أيضا. هذا هو الدرس الأول الذي يمكننا تعلمه من صورة القديس إسطفانس: الإحسان والبشارة يسيران دوما معا. وبالأخص، يحدثنا إسطفانس عن المسيح المصلوب والقائم من الأموات كمركز التاريخ ومركز حياتنا.

لا يخلو تاريخ الكنيسة أبدا من الآلام والاضطهادات. ويصبح الاضطهاد بالذات، حسب جملة ترتوليانس الشهيرة، مصدر رسالة لمسيحيين جدد. ولكن في حياتنا أيضا، التي لا تخلو أبدا من الصليب، يصبح الصليب بركة. باقتبالنا الصليب، وإدراكنا أنه بركة وسيبقى، نتعلم فرح المسيحي حتى في أوقات الشدة. إن قيمة الشهادة لا بديل لها، لأن الإنجيل يقودنا إليها وبها تتغذى الكنيسة. فليعلمنا القديس إسطفانس أن نغتني بهذه الدروس، فليعلمنا أن نحب الصليب لأنه الطريق الذي يصل به المسيح دوما إلينا وبيننا من جديد.








All the contents on this site are copyrighted ©.