2009-12-26 14:30:08

البطريرك فؤاد الطوال يدعو للصلاة من أجل الأرض المقدسة


في عظة قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم احتفالا بعيد الميلاد المجيد ـ وبحضور رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض وعدد من القناصل ـ قال بطريرك القدس للاتين إن ميلاد يسوع يفرض تغييرا جذريا في حياة البشر: "نور عظيم أشرق علينا"، نحن الجالسين في الظلمات وظلال الموت: نور المحبة الإنسانية الشاملة بدل محبة محدودة محصورة بالأهل وبأبناء الديانة الواحدة، نور التسامح واللاعنف بدل ظلمة الحقد والحرب، نور الروح بدل ديجور الجسد، ونور الانفتاح والاستقبال وروح الضيافة بدل الجدران الفاصلة والانغلاق...

أضاف البطريرك فؤاد الطوال: عندما يرفض البشر أن يتشاركوا في خيرات الأرض بروح التضامن، تصبح أموالهم بلا روح ويدفعون ثمن ابتعادهم عن الله. حان الوقت، وبعد الهزات الاقتصادية والهزائم المالية العالمية، أن يدرك الناس أن الاقتصاد بحاجة لمرتكزات أخلاقية كالقناعة والمشاركة، لأنه "ما بالخبز وحده يحيا الإنسان"، ولا شيء "ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"...

تابع بطريرك القدس للاتين عظته سائلا المؤمنين في العالم أجمع الصلاة من أجل الأرض المقدسة وقال: في ليلة الميلاد، ومع الإرادات الطيبة، نصلي من أجل سلام المدينة المقدسة وسلام الشرق الأوسط. نستعطي سلاما لا كما يعطيه العالم، مرتكزا على القوة والعنف والإذلال، بل كما يريده الله، سلاما ينطلق من العدل وكرامة الإنسان.

فأمام كل الشرور المتواجدة في العالم، وأمام المصالح اللاإنسانية، وأمام صمت الحق والعقل، والاحتكام للأسلحة المدمرة، نسأل طفل بيت لحم، مع جوقة كل الأطفال الأبرياء، أن تبزغ على أرضنا شمس العدل والمحبة والحياة، لتطرد شبح الدمار والموت، لعل أطفالنا وأطفال غزة وكل من حُرم من العدل والدفء، يتذوقون طعم العيد ومعنى شجرة الميلاد وأنوارها.

ختم بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال عظته متمنيا أن يكون العام الجديد العام المنشود الذي تتصافح فيه الأيدي وتصفو النيات وتتلاقى القلوب وتزول الانقسامات وتُهدم الجدران وتُبنى جسور التفاهم والمصالحة والتلاقي بين الناس...








All the contents on this site are copyrighted ©.