2009-12-25 14:46:09

البابا يوجه التهاني بعيد الميلاد ويمنح بركته مدينة روما والعالم: شركة الكنيسة مع المضطهدين الأرض المقدسة والعراق وفي العالم أجمع


"اليوم أشرق النور علينا، لأن الرب قد ولد لنا"، بهذه الكلمات من ليتورجية عيد الميلاد استهل البابا بندكتس الـ16 خطابه لروما والعالم ظهر اليوم الجمعة من على شرفة بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان وقد شدد فيه على شركة الكنيسة الجامعة وتضامنها مع الناس في أصقاع الأرض كلها وخصوصا في الأرض المقدسة والعراق.

قال البابا إن نورا مختلفا ومميزا أشرق في مغارة بيت لحم علينا "نحن" الكنيسة عائلةَ المؤمنين بالمسيح الكبرى، المنتظرين ولادة  المخلص الجديدة، مسطرا أن الحقيقة كما المحبة تضيئان حيثما تشهدان استقبالا حارا فتشعان وتسطعان في القلوب والعقول لتصبح بدورها منابع نور. هذا هو تاريخ الكنيسة التي بدأت مسيرتها من مغارة بيت لحم وأصبحت عبر العصور شعبا ونبع نور للبشرية.

وحيثما يوجد "نحن" يستضيف محبة الله، هناك يشع نور المسيح حتى في الأوضاع المعقدة والصعبة والكنيسة مثل مريم العذراء، لا تخاف لأن الطفل هو قوتها وهي تقدمه لبسطاء الأرض والمتألمين وضحايا العنف ولكل الساعين إلى السلام. ومع الرعاة: "لننطلق إلى بيت لحم" فنجد الرجاء الحق، تردد الكنيسة على مسمعي الأسرة البشرية التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة وأخلاقية أيضا، وترزح تحت جراح الحروب والنزاعات.

"نحن" الكنيسة، تابع البابا، يعيش حيث ولد المسيح في الأرض المقدسة ليدعو سكانها لترك منطق العنف والانتقام ويلتزموا بعزم وسخاء في مسيرة التعايش السلمي.

"نحن" الكنيسة حاضر في بلدان الشرق الأوسط الأخرى، وكيف لا نفكر بالوضع المتأزم في العراق وبالقطيع المسيحي الصغير في تلك البلاد؟ إنه يعاني جراء العنف والظلم ولكنه دائم الاستعداد ليسهم في بنيان التعايش المدني المغاير لمنطق الصراع ورفض الجار والقريب.

"نحن" الكنيسة حاضر وفاعل في سريلانكا وشبه الجزيرة الكورية وفي الفيليبين كما في بلدان آسيوية أخرى مثل خميرة مصالحة وسلام. وهو في القارة الأفريقية وبنوع خاص في جمهورية كونغو الديمقراطية يستمطر من الله وقف النزاع والصراع، ويدعو مواطني غينيا والنيجر للحوار ولاحترام حقوق كل فرد، ومواطني مدغشقر أيضا لتخطي انقساماتهم الداخلية وتقبل بعضهم البعض.

"نحن" الكنيسة في أوروبا وأمريكا الشمالية يحث على تخطي الذهنية الأنانية والتقنية والعمل على تعزيز الخير العام واحترام الناس الأكثر ضعفا بدءا من الذين لم يولدوا بعد، وليساعد هندوراس على عودة دولة المؤسسات.

وفي أمريكا اللاتينية جمعاء، "نحن" الكنيسة هو عامل انتماء وهوية وملء الحقيقة والمحبة والخير الذي لا تستطيع أي أيديولوجية أن تحل مكانه، وهو أيضا دعوة لاحترام حقوق الفرد التي لا تمس ولنموه الشامل، وهو بشرى عدالة وأخوّة ومصدر وحدة.

وأكد الحبر الأعظم في نهاية كلمته الميلادية على أن الكنيسة متضامنة مع جميع المتضررين من الكوارث الطبيعية ومن الفقر حتى في الدول المترفة، كما أن الكنيسة حضورٌ يدعو للضيافة والاستقبال إزاء هجرة من ينزحون عن أرضهم بدافع الجوع وأمام عدم التسامح والتقهقر البيئي. وختم بالقول إن الكنيسة تعلن بشرى إنجيل المسيح السارة، رغمَ الاضطهاد والتمييز والاعتداءات واللامبالاة التي تسمح لها بمشاطرة مصير معلمها الإلهي.

هذا ووجه البابا بندكتس الـ16 تهانيه الميلادية بخمس وستين لغة ومنح من ثم مدينة روما والعالم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.