2009-12-20 17:37:42

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يذكّر بأن بيت لحم هي مدينة رمز السلام في الأرض المقدسة والعالم أجمع


في الأحد الرابع من زمن المجيء، أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي، مشيرا إلى أن الليتورجية، ومع كلمات النبي ميخا، تدعو للنظر إلى بيت لحم اليهودية، المدينة الصغيرة الشاهدة على الحدث العظيم:"وأنتِ يا بيتَ لحم أفرَاتَةُ إنَّكِ أصغر عشائر يهوذا ولكن منكِ يخرجُ لي مَن يكونُ متسلِّطًا على إسرائيلَ وأصولُهُ منذِ القديمِ منذِ أيَّامِ الأزل"... "لذلك يترُكهم إلى حينِ تلدُ الوالدةُ فترجِعُ بقيَّةُ إخوتهِ إلى بني إسرائيل"، وبالتالي أضاف البابا، هناك مخطط إلهي يتضمن ويشرح أزمنة وأمكنة مجيء ابن الله إلى العالم. هو مخطط سلام، كما يعلن النبي متحدثا عن المسيح:"ويقفُ ويرعى بعزَّةِ الربِّ وبعظمةِ اسمِ الربِّ إلهِهِ فيكونون ساكنينَ لأنَّهُ حينئذٍ يتعاظمُ إلى أقاصي الأرض" و"يكون هذا سلاما".

تابع الأب الأقدس قائلا إن السلام المسيحاني يحملنا للتذكير بأن بيت لحم هي أيضا مدينة رمز السلام في الأرض المقدسة والعالم أجمع. وللأسف، وفي أيامنا الحاضرة، فهي لا تمثل سلاما راسخا مستقرا، بل سلاما يُبحث عنه بصعوبة، سلاما منتظرا. وهذا العام أيضا، وفي بيت لحم والعالم أجمع، سيتجدّد في الكنيسة سر الميلاد، نبوءة سلام لكل إنسان التي تدعو المسيحيين ليصبحوا أنّى كان أدوات ورسل سلام فيحملوا الحب حيث البغض، المغفرة حيث الإساءة، الفرح حيث الكآبة والحقيقة حيث الضلال، كما جاء في كلمات هذه الصلاة الفرانسيسكانية. اليوم، وكأزمنة يسوع، ليس الميلاد أسطورة للأطفال، إنما جواب الله على البشرية الباحثة عن السلام الحقيقي. وينبغي علينا أن نشرّع الأبواب لاستقبال المسيح. فلنتعلم من مريم ويوسف أن نضع أنفسنا بإيمان في خدمة مخطط الله. وحتى وإن لم نفهمه بالكامل، فلنتكل على حكمته وطيبته. فلنبحث أولا عن ملكوت الله بمساعدة العناية الإلهية. هذا وتمنى الأب الأقدس للجميع ميلادا مجيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.