2009-12-20 15:26:24

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وفي تلك الأيام قامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا ودخلت بيت زكريا فسلمت على أليصابات. فلما سمعت ألبصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس فهتفت بأعلى صوتها: "مباركة أنت في النساء! ومباركة ثمرة بطنك! من أين لي أن تأتيني أم ربي؟ فما إن وقع صوت سلامك في أذنيّ حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني. فطوبى لمن آمنت: فسيتم ما بلغها من عند الرب". (لوقا1/39-45)

 

قراءة من اللاهوتي ماكس توريان (+1996)

 

كان دخول مريم إلى بيت زكريا وسلامها على إليصابات إعلانا عجيبا لله بالذات. رنّ سلام مريم في مسمعي إليصابات كأنه صوت آت من بعيد وأحدث فيها صدمة عجائبية فاهتز يوحنا المعمدان في أحشائها فرحا حسب النبوءات المسيحانية: "تشرق لكم أيها المتقون لاسمي شمس البر، والشفاء في أشعتها، فتسرحون وتثبون كعجول المعلف" (ملاخي 3/20).

إن يوحنا المعمدان هنا كداود الذي كان يرقص ويهتز فرحا أمام تابوت العهد الداخل إلى أورشليم، وابن الله في مريم أثار الفرح المسيحاني، كما كان الحضور المقدس في تابوت العهد يجعل الملك داود يرقص ويدور فرحا.

لقد فُهِم كلام مريم كأنه كلام الله، ويوحنا المعمدان، السابق، على الرغم من حالته اللاواعية، اهتز فرحا: "وامتلأت أليصابات من الروح القدس". ولأن مريم كانت تحمل المسيح، كان كلامها يمثل الله بالذات فتحدث معجزة ارتعاش السابق من الفرح المسيحاني ومن موهبة الروح الوافرة لأمه.

وتبدو هنا مريم، لأول وهلة، مرتبطة ارتباطا وثيقا برسالة ابن الله، فهي حقيقة أم الرب. فالأم والابن واحد، وكلام الله ينقل كلام الابن فيعطي روح الله وتحدث في إليصابات معجزة إلهية. (مريم أم الرب وأم الكنيسة، الفصل 6)








All the contents on this site are copyrighted ©.