2009-12-17 15:59:35

كلمة البابا لأساقفة جمهورية بيلوروسيا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الخميس في الفاتيكان أساقفة بيلوروسيا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، ووجه إليهم كلمة أثنى فيها على الغيرة الرعوية وشدد على أهمية إعلان رسالة الإنجيل بفرح متجدّد في مجتمع غير محصّن ضد تجارب العلمنة والمتعية والنسبية، وأشار لمهمة الرعاة في إظهار قوة الإيمان المتجذّر في تقليد متين، بغية الإسهام في الحفاظ على الهوية المسيحية للبلاد من خلال حوار محترم مع باقي الثقافات والأديان، مذكّرا بضرورة تعزيز الأساليب الرعوية الملائمة، ومشيرا إلى أن شهادة الوحدة، وفضلا عن كونها تعزّز إعلان الإنجيل، إنما تدعم العلاقة مع السلطة المدنية، والعلاقات المسكونية على وجه الخصوص.

شدد الأب الأقدس في كلمته على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالبعد التربوي ومضاعفة الجهود الرامية لتقديم تنشئة سليمة للأجيال الجديدة، وشجع أساقفة بيلوروسيا على مواصلة التزامهم في خدمة رسالة المسيح في كل بيئة موكلة لعنايتهم وأشار لأهمية مرافقة الدعوات لاسيما الكهنوتية والرهبانية والالتزام لصالح برامج تهدف لنمو الشباب، إنسانيا ومسيحيا. وبهذا الصدد، دعا البابا الأساقفة للسهر على المدعوين للكهنوت لينالوا تنشئة روحية ولاهوتية متينة، كما شدد ـ ومن أجل مستقبل الكنيسة ـ على ضرورة مواصلة تقديم تنشئة متكاملة ونوعيّة للإكليريكيين الشباب في غرودنو وبينسك.

هذا ودعا الحبر الأعظم أساقفة بيلوروسيا لمواصلة الاهتمام بالكهنة، لاسيما الجدد، وأشار إلى أن أبوّة الأسقف عنصر أساسي لنجاح الحياة الكهنوتية، مذكّرا بدعوتهم لتمييز كل خدمة رامية لبناء الجسد الكنسيّ كي يساهم الجميع في نمو ملكوت الله في بيلورسيا، بروح من الشركة الحقيقية لتسليط الضوء على تلك القيم المسيحية التي ساهمت بطريقة مقرّرة في بناء الحضارة الأوروبية.

كما دعا الأب الأقدس الأساقفة لتقييم كل إسهام صحيح لإعلان ونشر ملكوت الله، من خلال الشهادة بعلامات ملموسة للأخوّة التي تولّد السلام؛ "المحبة التي هي حليمة مترفّقة، لا تعرف الحسد ولا العُجب ولا الكبرياء ولا تسعى لمنفعتها، ولا تحنق ولا تبالي ما ينالها من السوء، ولا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق، وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء".

إلى ذلك، تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن التعاون الأخوي مع الكنيسة الأرثوذكسية في بيلوروسيا التي يلتزم رعاتها لصالح خير المؤمنين، وأضاف أن الكنائس الأرثوذكسية، كما الكنيسة الكاثوليكية، ملتزمة بكيفية مواجهة تحديات زمننا الحاضر لنقل رسالة المسيح بأمانة تامة. وختم بندكتس السادس عشر كلمته لأساقفة بيلوروسيا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية مذكّرا بلقائه رئيس جمهورية بلادهم الأشهر الماضية في الفاتيكان، موكلا الجميع لحماية مريم أم الله ومانحا الكهنة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.