2009-12-17 14:46:44

البابا يقبل أوراق اعتماد سفراء لدى الكرسي الرسولي وبينهم سفير السودان


خلال استقبال رسمي اليوم الخميس في قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان، قبل البابا بندكتس الـ16 أوراق اعتماد ثمانية سفراء لدى الكرسي الرسولي والبلدان التي يمثلون هي الدانمارك، أوغندا، السودان، كينيا، كازاخستان، بنغلادش، فنلندا وليتوانيا.

سلط البابا الضوء في كلمة ألقاها بالفرنسية على أهمية وضرورة زرع السلام في العلاقات بين الإنسان وخالقه، لأن الخليقة عطية ثمينة وهبها الله بصلاحه للبشر وهم المؤتمنون عليها كي يحسنوا إدارتها وحمايتها، لافتا إلى أن تدهور البيئة لا يهدد بقاء الإنسان ونموه وحسب بل أيضا السلام بين الأشخاص والأمم بشكل مباشر.

شدد الحبر الأعظم على مضاعفة الالتزام الفردي والسياسي لصالح الخليقة والبيئة وحمايتهما فشجع السلطات السياسية في العالم أجمع كي تكون قوة طرح وتحفيز بغية التوصل إلى اتفاقات دولية ملزمة على أساس المنفعة والعدل للجميع.

وإزاء التحديات التي تواجه البشرية كي تتحرك وتعمل بجدية على استعمال فعال وسليم للطاقات والموارد المتوفرة، أكد البابا أن الكنيسة ترى وجوب توجيه الجهود نحو فكرة نمو شامل للشخص البشري، ورأى أن للدولة أيضا إسهاما كبيرا إلى جانب الأديان في الدفاع عن أولوية الإنسان والروح.

سطر الأب الأقدس أنه وخلال زيارته الأخيرة للشرق الأوسط، دعا لاعتبار الدين بشكل عام كانطلاقة جديدة للسلام، وأكد أن الدين سيصبح عاملا فاعلا من أجل السلام الشامل الذي تصبو إليه البشرية بأسرها.

ولفت إلى أن التعايش السلمي بين الطوائف المختلفة في كل أمة ليس سهلا وأن كل مؤمن مدعو كي يسأل الله عن مشيئته بشأن كل حالة بشرية. وبالاعتراف أن الله هو الخالق الأوحد للإنسان ولكل إنسان ولأي دين انتمى، يحترم كل شخص الآخر بفرادته وباختلافه. فليس عند الله إلا الإنسان الذي خلقه بمحبة ويريده أن يحيا في عائلة ومجتمع بالتناغم الأخوي.

وشدد البابا على أهمية التعايش بين الديانات الذي يستطيع أن يتحول إلى تعايش بشري قائم على نظام خيّر وحكيم، مسطرا أن هذا التعايش الذي يحترم طبيعة الأشياء والحكمة الإلهية الموجودة فيه، يدعى السلام.

وأضاف أن الحوار الديني يسهم بشكل بارز في تكوين هذا التعايش البطيء وأنه من الصعب على العالم السياسي والاقتصادي أن يعتبر ويقبل أهمية وضرورة الشعور الديني. وأكد بندكتس الـ16 أن السلام لا يولد إلا من عمل مشترك بين الفرد وقادة المجتمعات المدنية والروحية الذين سيقرون بدور الدين النبيل والحقيقي في بلوغ وكمال الشخص البشري. وختم بالقول إنها إعادة هيكلة شاملة زمنية وروحية توفر انطلاقة جديدة نحو السلام الذي يريده الله شاملا.








All the contents on this site are copyrighted ©.