2009-12-15 14:53:40

تقديم رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي 43 للسلام: "إن شئت زرع السلام، فاحمِ الخليقة"


عقدت دار الصحافة الفاتيكانية اليوم الثلاثاء مؤتمرا صحفيا قدم خلاله الرئيس السابق للمجلس الحبري عدالة وسلام الكاردينال ريناتو رافايليه مارتينو رسالة البابا بندكتس الـ16 لمناسبة اليوم العالمي 43 للسلام المرتقب في الأول من يناير كانون الثاني 2010، وهي بعنوان: "إن شئت زرع السلام، فاحمِ الخليقة".

وفي الوقت الذي ما زال رؤساء دول العالم مجتمعين في كوبنهاغن لمناقشة مستقبلهم في ظل التغيرات المناخية في الأرض كلها، صدرت رسالة الحبر الأعظم حول ضرورة حماية البيئة والخليقة واحترام الطبيعة للتوصل إلى بناء سلام عادل في القلوب والمجتمعات.

يشدد بندكتس الـ16 في رسالته على أن الأزمة البيئية التي يواجهها العالم اليوم هي مناسبة تاريخية وضرورية لإعادة التفكير بطريقة واعية لنموذج تنمية البشرية، فيجب التخلي عن أنماط حياة شخصية أم وطنية يتحكم فيها الاستهلاك والأنانية، لصالح تضامن بين الأفراد والأمم والأجيال، يرتكز إلى مسؤولية مشتركة تجاه الخليقة.

يرفض البابا بشكل قاطع أن يحجم الشخص لصالح التقنية المتطورة، فهو يدعو إلى "إيكولوجيا إنسانية"، ويطالب الأفراد والأمم باختيار سبل تقود إلى إدارة الطبيعة وليس إلى انتهاكها والتعدي عليها، عبر وسائل قيمة كاعتماد الطاقة الشمسية، إدارة النظام المائي الجيولوجي العام، استراتيجيات خاصة للتنمية الريفية مرتكزة إلى المزارعين الصغار وأسرهم وغيرها..

يرى البابا أن المسألة البيئية ملحة وطارئة ودعا لعدم الوقوف غير مبالين إزاء مسائل تتأتى من التغيرات المناخية والتصحر وخسران انتاجية المساحات الزراعية، تلوث الأنهار والمجاري المائية، فقدان التنوع البيئي، قطع الأشجار في الغابات الاستوائية وحض على التحرك سريعا لإيجاد حلول لتلك الظاهرة التي تنتهك حقوق الإنسان وبنوع خاص الحق في الحياة والغذاء والصحة والنمو.

ولفت الأب الأقدس إلى أن الكنيسة تتحمل بدورها مسؤولية تجاه الخليقة عطية الله للجميع، وعليها بنوع خاص حماية الإنسان من تدمير ذاته، فتدني حالة الطبيعة مرتبط بثقافة ترسم خطوط التعايش الإنساني فحين تُحترم الإيكولوجيا البشرية يسري الأمر نفسه على الإيكولوجيا البيئية.

يعارض الحبر الأعظم الأفكار القائلة بتفوق الطبيعة على الإنسان في علاقته معها لأنها تقصي الفرق الوجودي بين الشخص البشري وسائر الكائنات الحية وتلغي حكما هوية الإنسان ودوره السلطوي وتساويه في الكرامة مع باقي المخلوقات، وأشار إلى نشوء دين حلولي آخذ بالانتشار يبث أفكارا وثنية جديدة. من هنا تدعو الكنيسة، قال البابا، إلى وضع المسألة في مسارها الصحيح والمتزن عبر احترام القواعد التي وضعها الله الخالق لعمله وسلم الإنسان مهمة حماية الخليقة وإدارتها بمسؤولية واعية وعدم انتهاكها البتة.








All the contents on this site are copyrighted ©.