البابا يوجه كلمة إلى الجمعية العامة لمجمع تبشير الشعوب حول القديس بولس والمحافل الجديدة

لمناسبة انعقاد الجمعية العامة لمجمع تبشير الشعوب في حرم جامعة أوربانيانا الحبرية بروما حول "القديس بولس والمحافل الجديدة"، وجه البابا بندكتس الـ16 رسالة إلى رئيس المجمع الكاردينال أيفان دياس وجميع المشاركين فيها من كرادلة وأساقفة وأعضاء المجمع، سلط فيها الضوء على عيش خبرة بولس رسول الأمم حين بشر أهل أثينا بالإنجيل واستعمل وسيلة تخاطب جديد، ما يزال آنيا في الزمن الحاضر.

قال البابا إن المحفل الذي خاطب فيه بولس الأثينيين آنذاك، هو دعوة ملحة لتقييم ساحات ومحافل جديدة في عالم اليوم حيث يواجه التبشير بالإنجيل تحديات جمة. وتعود كلمات المسيح المشجعة إلى بولس في كورنتس: "لا تخف، بل تكلم ولا تسكت! فأنا معك، ولن يعتدي عليك أحد وينالك بسوء" (أعمال 18/9-10).

هذا ودعا الحبر الأعظم المشاركين في الجمعية العامة للتطلع إلى الساحات والمحافل الجديدة بالروح عينه الذي رآه بولس: فبعض هذه المحافل أصبحت مألوفة في عصر العولمة، وهناك أخرى محافظة على خصوصيتها في بعض القارات وبنوع خاص في أفريقيا.

وأضاف أن نشاط الكنيسة الإرسالي يجب أن يتجه صوب مراكز المجتمع الحساسة في دول العالم الثالث، محذرا من تأثير ثقافة نسبية متفشية تنتهك قدسية العائلة وتتشعب في حقل التربية وغيرها في المجتمع وتفسد الضمائر عامة والشباب خاصة.

ومن خلال الروح القدس العامل بالكنيسة، تابع البابا، تنفتح أبواب جديدة أمام الإنجيل ويترسخ في العالم شوق كبير إلى تجدد روحي ورسولي يقوم على إظهار وجه المسيح الحقيقي سيد التاريخ وفادي الإنسان. ودعا الجماعة المسيحية والكنيسة للشهادة للمسيح بصدق وبناء الوحدة بينهما بصبر وأناة، لأن الوحدة بين المسيحيين تسهل سبل التبشير ومجابهة التحديات الثقافية والاجتماعية والدينية في الزمن الراهن.