2009-10-31 15:04:56

الكنيسة الكاثوليكية المجرية تحتفل بتطويب الأسقف الشهيد زولتان لايوس


ترأس الكردينال بيتر إردو صباح اليوم السبت في بازيليك إيسترغوم بالمجر قداسا احتفاليا لمناسبة تطويب الأسقف الشهيد زولتان لايوس، بحضور ممثل الأب الأقدس رئيس مجمع دعاوى القديسين رئيس الأساقفة أنجلو أماتو الذي قرأ رسالة في ختام الاحتفال قال فيها إن الطوباوي الجديد يحثنا على الأمانة لإنجيل الحياة والحقيقة ويدعو لبناء وتعزيز حضارة المحبة والحياة والأخوة الشاملة والشهادة لها، مضيفا أن الشهيد المسيحي لا يكره إنما يصلي، يغفر ويحب، ولا يدعو للانقسام بل للوئام والسلام، ولا يحتقر وينتقم إنما يحترم القريب ويكرّمه.

وكان الكردينال بيتر إردو رئيس أساقفة إيسترغوم بودابست ألقى عظة قال فيها إن حياة الأسقف الشهيد زولتان لايوس مثال شهادة إنسان مسيحي أصبح قويا بالروح القدس وأشار إلى أن تعليمه يبقى آنيا: فاليوم أيضا نشعر بأن أنانيتنا الفردية أم الجماعية ورغبتنا بالسلطة وكراهيتنا تجعلنا نسقط في فخ لا نستطيع التحرر منه بقوانا الخاصة... وحدها محبة الله الرحيمة تستطيع إنقاذنا وتشكل أمانة الشهداء ينبوع رجاء لنا جميعا... وبهذه الروح، عاش المطران زولتان لايوس الحرب وقال عام 1948 إن زمن الشهداء لم ينته مع العصور الأولى... وفي هذه الفترة المأساوية يعلمنا الروح القدس معزينا ورجاؤنا كيفية الحفاظ على الإيمان إزاء كل تجربة.

أشار الكردينال إردو إلى أن المطران زولتان لايوس تميّز بروحانيته العميقة وأمانته للكنيسة ومحبته للفقراء، وقال: اجتمعنا اليوم للانحناء أمام عظمة شهادتك والتأمل بإيمانك وأمانتك. نسألك الصلاة من أجل مجلسنا الأسقفي وكهنتنا ورهباننا وراهباتنا، ومن أجل شعبنا ليشفي الله جراح الروح الكثيرة، وليكن احتفال تطويبك لنا جمعيا عيدا للمصالحة ولتُظهر جراح الماضي ـ وفي ضوء الرحمة ـ طريق التفاهم ولا تكون مصدرا للأسى والشقاق.

الأسقف الشهيد زولتان لايوس من مواليد الثاني من يناير كانون الثاني عام 1892. أتم دراساته في جامعة الغريغوريانا الحبرية بروما، حيث نال دكتوراه في الفلسفة واللاهوت وإجازة في الحق القانوني الكنسي. سيم أسقفا في 28 من أكتوبر تشرين الأول عام 1937 وعُين مطرانا معاونا على رئاسة أبرشية إيسترغوم المجرية. بعد الحرب العالمية الثانية، صبّ النظام الشيوعي في البلاد جام غضبه على الكنيسة الكاثوليكية وتم اعتقال رئيس أساقفة المجر المطران جوزيف ميندزنتي.

عام 1950، وخلافا لإرادة السلطات الحاكمة، تم انتخاب المطران لايوس نائبا جديدا على رئاسة أبرشية إيسترغوم بودابست. وبعد عشرة أيام فقط، جاء رد النظام الشيوعي إذ تم توقيفه ونُقل إلى معتقل كيستاركسا بالقرب من بودابست، لتبدأ هكذا ثمانية أشهر من السجن القاسي والتعذيب أثبت خلالها أمانته التامة للإنجيل واضعا ثقته على الدوام بالرحمة والعناية الإلهية. تحمّل كل شيء بمحبة إلى أن توفي في الرابع من آذار مارس عام 1951. وما إن ذيع نبأ وفاته حتى تحدث عارفوه عن شهادته، وحاول النظام، وبكل الوسائل عرقلة إمكانية إجراء أبحاث معمقة، غير أن الكذب لا ينتصر على الحقيقة على المدى الطويل. فبعد سقوط النظام، بانت الحقيقة جلية لكثرة الشهادات.








All the contents on this site are copyrighted ©.