كلمة البابا إلى السفير الإيراني الجديد المعتمد لدى الكرسي الرسولي

تسلم البابا بندكتس الـ16 أوراق اعتماد السفير الإيراني الجديد لدى الكرسي الرسولي علي أكبر ناصري خلال استقباله له صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان ووجه له كلمة ضمنها تحية للرئيس أحمدي نجاد والأمة الإيرانية وسطر فيها ضرورة التعاون والتحاور دفاعا عن القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية لخير المجتمع والناس ودعا لتعزيز دور الكنيسة الكاثوليكية في الجمهورية الإسلامية.

قال البابا إن إيران أمة كبيرة تزخر بتقاليد روحية عريقة كما أن شعبها يتحلى بحس ديني عميق وهذا ما يحدو إلى التفاؤل بانفتاح مضطرد وتعاون وثيق مع الجماعة الدولية، مضيفا أن الكرسي الرسولي مستعد دوما للعمل المتناغم مع الداعين إلى السلام وكرامة الشخص البشري.

ولفت الحبر الأعظم إلى أن الإيمان بالإله الواحد يقرب المؤمنين بعضهم إلى بعض ويحثهم على العمل معا دفاعا عن القيم الإنسانية الأساسية ومن بينها الحرية الدينية وحرية الضمير، كما والدفاع عن حقوق أخرى مثل كرامة الأفراد والشعوب وتعزيز الحياة والعدالة والتضامن.

وأشار بندكتس إلى أن العلاقات الأخوية بين المؤمنين من أتباع الديانات حاجة ماسة اليوم لبناء عالم أكثر إنسانية، يتماهى ومشروع الله في خلقه، وثمن اللقاءات المنتظمة بين المجلس الحبري للحوار بين الديانات ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية حول المسائل المشتركة.

على صعيد آخر، أضاء الأب الأقدس على حضور المسيحيين الكاثوليك في إيران منذ القرون الأولى للمسيحية وعلى أنهم جزء يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي الإيراني، فدعا السلطات الإيرانية لتعزيز وضمان حرية ممارسة دينهم وطقوسهم وتوفير شروط عادلة وجوهرية لوجودهم وتحديدا تأمين قادة روحيين لهم يتنقلون بحرية في سبيل خدمة رعاياهم ومؤمنيهم.

وأمل البابا أن تتحقق هذه الأمور بروح الحوار الوثيق والصادق مع مؤسسات البلاد من أجل تحسين ظروف الجماعات المسيحية ونشاطاتها فتسهم هذه الأخيرة في تطور المجتمع المدني وتعزز الانتماء الوطني، كما حيا من خلال السفير الجديد كل المؤمنين الكاثوليك في إيران معربا عن قربه الروحي منهم ومن رعاتهم.

السفير علي أكبر ناصري من مواليد بابول عام 1956. متأهل وله أولاد. مجاز في العلوم الفقهية الإسلامية والفلسفة. تسلم إدارة مركز الدراسات لإعداد الفقهاء كما عين إماما لمدينتي محمود أباد وبابول. أستاذ جامعي حتى 2009. انتخب نائبا في مجلس الشورى الإسلامي من 2004 وحتى 2008 ثم عين مستشارا لرئيس مجلس الشورى منذ 2009. إلى جانب الفارسية يجيد اللغة العربية.