الكرسي الرسولي يشدد على ضرورة التضامن الفاعل مع أفريقيا

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك مداخلة أمس الأربعاء أمام الدورة 64 للجمعية العامة تمحورت حول مسألة "الشراكة الاقتصادية الجديدة لتنمية أفريقيا". شدد رئيس الأساقفة تشيليستينو ميليوري على ضرورة إزالة أحكام مسبّقة عن القارة الأفريقية وقال: عند يدور الكلام عن أفريقيا ـ على مستوى إعلامي، أكاديمي أم سياسي ـ يحكى في غالب الأحيان عن فقر مدقع، انقلابات، فساد ونزاعات إقليمية، وحتى عندما الكلام بإيجابية عن هذه القارة، يُحكى عن مستقبلها، كما وأنها عاجزة عن تقديم أي شيء في الوقت الحاضر، وأضاف أن أفريقيا ـ وفي الأوقات الأشد صعوبة ـ عرفت أن تقدّم للمجتمع الدولي أمثلة وقيما تستحق كل تقدير، وتستطيع اليوم أيضا تقديم علامات حول تحقيق العديد من آمالها.

عدد المطران ميليوري حالات مختلفة أظهرت فيها القارة الأفريقية قدرة كبيرة على إدارة مراحل انتقالية نحو الاستقلال أم إعادة الإعمار بعد حالات النزاع، وأشار لتنامي إسهام أبناء وبنات أفريقيا في الحياة العلمية، الأكاديمية والثقافية للبلدان المتقدمة، وأضاف أن بلدانا أفريقية عدة حققت تقدما ملحوظا في قطاع الزراعة وأخرى في قطاع التعليم الابتدائي وتحسين وضع المرأة، ولكنه ذكّر أيضا بأن معظم سكان أفريقيا يعيشون في أوضاع "فقر مدقع"، وشدد بالتالي على ضرورة "التضامن الفاعل" مع هذه القارة لاستئصال آفة الفقر وتعزيز نموها الاقتصادي ودعم برامجها الزراعية ووضع حد لمأساة غياب الأمن الغذائي. وفي ظل الأزمة الحالية، ذكّر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بضرورة عدم تخفيض المساعدات التنموية، داعيا الدول المتقدمة لزيادة استثماراتها.