البابا يتحدث في مقابلته العامة عن الراهب بطرس المكرم من العصور الوسطى: الحوار والتسامح ضد الانقسامات والنزاعات

قال البابا بندكتس الـ16 إن "الحوار والتسامح يبدوان أكثر ضرورة وإلحاحا لعالم اليوم ذي وتيرة الحياة السريعة والذي فيه تتنامى مشاهد عدم التسامح والتواصل بين البشر كما الانقسامات والصراعات" وذلك في مقابلته العامة اليوم الأربعاء مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وتحدث خلالها عن وجه بارز من لاهوتيي القرون الوسطى وهو الراهب بطرس المكرم الذي ولد وتوفي في فرنسا بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر وكان أحد رؤساء دير كلوني الشهير.

ولفت البابا إلى أن اللاهوتي بطرس المكرم يشكل مثلا وقدوة للرهبان وللمسيحيين في زمننا الحاضر وأن شهادته تدعو إلى معرفة دمج وتوحيد محبة الله ومحبة الجار والقريب وإلى المثابرة بحزم وعزم على تمتين علاقات الأخوة والمصالحة.

وسطر الحبر الأعظم أن الراهب بطرس أبدى اهتماما بمن هم خارج الكنيسة أعني اليهود والمسلمين، حتى إنه نقل القرآن إلى اللغة الفرنسية لتعزيز المعرفة المتبادلة وإبعاد الأحكام المسبقة، ورأى في عمله هذا أنه مثال سامٍ لرهافة حس المحبة المسيحية.

وأضاء الأب الأقدس على شغف الراهب بطرس المكرم بالإفخارستيا وإكرام السيدة العذراء كما على لاهوته المتجذر في الصلاة والليتورجية، وأضاف أنه كان يفضل الكلام على سر تجلي المسيح والتأمل في وجه المسيح الممجد حيث وجد أسباب سعادته المشعة التي كانت تحرك فؤاده وعقله وتنير ليتورجية دير كلوني الرهباني.

وفي تحياته إلى الحجاج والمؤمنين باللغة الإيطالية، حض بندكتس الـ16 وفدا من أسرة راديو ماريا أتوا من القارات كافة وشجعهم على مواصلة عملهم القيم في خدمة البشارة والإنجيل. كما ذكر الشباب بعيد القديسة تيريزا من آفيلا المصادف في 15 من الجاري التي تعلمهم بمثلها أنه لا يمكن إطلاقا فصل المحبة الأصيلة عن الحقيقة، ودعا المرضى لفهم وإدراك أن الصليب هو سر محبة من يفتدي الألم البشري.