البابا يترأس احتفال تقديس خمسة من خدام الله ويتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس

ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد احتفال تقديس خمسة من خدام الله هم زيغمونت شيزني فيلينسكي، فرانسيسكو كول إي غيتارت، يوزف داميان دو فوستر، رافايل أرنايز وجان جوغان. استهل الحبر الأعظم عظته بالإشارة إلى إنجيل هذا الأحد الذي يتحدث عن لقاء يسوع بالرجل الغني الذي يسأله: ماذا يجب أن أفعل لأرث الحياة الأبدية؟ وقال هذا الرجل إنه حفظ الوصايا ويعمل بموجبها منذ صباه، لكن يسوع يقول له إن هذا ليس كافيا إذ ينقص شيء واحد أساسي وجوهري فيدعوه الرب إلى عيش بطولة القداسة ويطلب إليه أن يترك كل شيء ويتبعه فيقول: "بع كل ما تملك وأعط ثمنه للفقراء .. ثم تعال واتبعني". "تعال واتبعني" هذه هي الدعوة المسيحية التي يمكن أن تتحقق فقط بواسطة الإجابة بمحبة على دعوة يسوع الذي يحث تلاميذه كلهم على تقديم الذات بدون تحفظ وبثقة تامة بالله. القديسون هم من قبلوا هذه الدعوة وتبعوا بتواضع تام المسيح المصلوب والقائم من الموت، اختاروا السير في عكس التيار والعيش وفقا للإنجيل. وهذا ما فعله أيضا القديسون الخمسة الجدد، وفي مثالهم تتحقق كلمات القديس بطرس القائل للرب: "لقد تركنا كل شيء وتبعناك"، ويتردد صدى كلمات المسيح المعزية: "ما من أحد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أما أو أبا أو بنين أو حقولا من أجلي وأجل البشارة إلا نال الآن في هذه الدنيا مائة ضِعف (من ذلك) مع الاضطهادات ونال في الآخرة الحياة الأبدية". بعدها تحدث الحبر الأعظم باختصار عن فضائل كل قديس وسأل المؤمنين أن يرفعوا المجد والشكر لله على هبة القداسة التي منحها لكنيسته. وبعد أن حيا جميع المشاركين في احتفال التقديس خاصا بالذكر الكرادلة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين دعا الجميع إلى أن يجعلوا من هؤلاء القديسين الجدد قدوة لحياتهم، لتصبح حياة المؤمن نشيد تمجيد لمحبة الله الخالق، سائلا العذراء مريم ملكة القديسين ووالدة الإنسانية أن تبتهل لنا هذه النعم الإلهية.

في ختام احتفال التقديس تلا البابا كعادته ظهر كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس. وجه البابا تحية إلى جميع الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في احتفال التقديس، وحيا أيضا المؤمنين الناطقين باللغة الإنجليزية سائلا القديسين الجدد أن يكونوا مصدر وحي ومثالا لجميع المؤمنين، كما حيا الحجاج القادمين من اليابان والناجين في هجومي هيروشيما وناغازاكي، وقال إنه يرفع الصلوات لله القدير كي لا يعرف العالم أبدا اعتداءات من هذا النوع تحصد أرواحا بريئة.