2009-10-07 16:19:56

البابا يسطر شخصية القديس جان ليوناردي شفيع الصيادلة ويشدد على محورية المسيح في الإنسان والتاريخ والكون


"لا إصلاح في الكنيسة إلا من الداخل ومعها وليس ضدها أبدا ويبدأ من إصلاح الذات" هذا ما دعا إليه البابا بندكتس الـ16 في مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين والحجاج، الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس بالفاتيكان تغمرهم شمس خريفية بدفئها، وتحدث خلالها عن القديس جان ليوناردي شفيع الصيادلة ومؤسس رهبنة أم الله في ختام احتفالات اليوبيل المئوي الرابع على وفاته.

قال البابا إن القديس ليوناردي المولود عام 1541 كان يصبو ليكون صيدليا ولكنه أصبح كاهنا فغدا المسيح غاية وجوده الرئيسة وشرع في توفير عقاقير روحية للناس وهي طبُ الله أي يسوع المسيح المصلوب والقائم من الموت و"مقياس كل شيء". جمع من حوله شبانا راغبين في الاعتراف بأولوية المسيح في حياتهم فأسس رهبنة كهنة أم الله، ومهد لقيام مدرسة انتشار الإيمان حرصا منه على تنشئة كهنة مرسلين إلى الأصقاع البعيدة.

عاش جان ليوناردي بين القرنين 16 و17، تابع البابا، في حقبة بدأت ترتسم فيها بوادر الثقافة المعاصرة الحالية المطبوعة بفصل الإيمان عن العقل تركت آثارا سلبية مثل تهميش الله وتأكيد استقلالية الإنسان عن الله الذي يختار العيش كأن الله غير موجود، وأكد أن تخطي أزمة الفكر الحديث التي تتخذ أشكالا من النسبية، يكمن في اعتماد الدواء والعلاج الوحيد وهو الإقرار بأن المسيح محور كل شيء والتاريخ والكون.

وشدد الأب الأقدس على أن إصلاح الكنيسة لا يعني تحديث الهيكليات فقط بل يبدأ من إصلاح الذات وقلب المؤمنين، كما يذكر القديس ليوناردي أن اللقاء الحي مع المسيح يتم في كنيسته المقدسة والسريعة العطب في آن، المتجذرة في التاريخ وفي نموها المتهدج، وتبقى سر الخلاص على الدوام.

ولمناسبة السنة الكهنوتية والمئوية الرابعة لوفاة القديس جان ليوناردي، أمل بندكتس الـ16 أن تكون صورة شفيع الصيادلة المشرقة دعوة مشرفة للكهنة وللمسيحيين كافة كي يتخذوا المسيح معيارا للعمل والغيرة الرسولية.

وكان الحبر الأعظم حيا في ختام مقابلته العامة الكاردينال إيفان دياس رئيس مجمع تبشير الشعوب ومعاونيه ورؤساء وطلاب المعهد الحبري الأورباني بروباغندا فيديه، كما رحب بحضور المشاركين في حج دعت إليه رهبنة أم الله في ختام اليوبيل المئوي لوفاة مؤسسها القديس جان ليوناردي. هذا وأوكل لعناية مريم العذراء سيدة الصليب انتظارات وآمال سكان أكويلا المتضررين من الزلزال وذلك في تحيته إلى أعضاء فرسان الشكر في رويو أكويلا.








All the contents on this site are copyrighted ©.