2009-09-27 17:59:54

كلمة البابا خلال اللقاء المسكوني في براغ


بعد الاحتفال بالقداس الإلهي صباح الأحد في برنو ثاني أهم مدن الجمهورية التشيكية، عاد بندكتس السادس عشر إلى مدينة براغ حيث عُقد عصرا لقاء مسكوني في دار الرئاسة الأسقفية وألقى البابا كلمة حيا فيها رئيس المجلس المسكوني للكنائس في البلاد الدكتور تشرني وقال إن أوروبا لا تزال تواجه تغييرات كثيرة، مذكّرا بمرور عشرين عاما على سقوط الأنظمة السابقة وانطلاق مرحلة انتقالية صعبة إنما مثمرة نحو بنيات سياسية أكثر تشاركا، وأضاف: اتحد المسيحيون مع باقي البشر ذوي الإرادة الطيبة للتعاون في إعادة بناء نظام سياسي عادل، ويواصلون اليوم أيضا الالتزام في الحوار لفتح دروب جديدة نحو التفاهم المتبادل والتعاون من أجل السلام ونمو الخير البشري.

أشار الحبر الأعظم إلى وجود محاولات كثيرة ترمي لتهميش تأثير المسيحية على الحياة العامة، وقال إن هذه الظاهرة تدعونا للتوقف وللتفكير وأضاف: تستطيع المسيحية تقديم الكثير على الصعيد العملي والأخلاقي، لأن الإنجيل يلهم على الدوام رجالا ونساء ليوضعوا أنفسهم في خدمة الإخوة والأخوات. كما وتطرق البابا للمؤتمر الدولي الذي نظمه الكرسي الرسولي عام 1999 حول يان هوس، وتمنى أن تحمل المبادرات المسكونية ليس الثمار لمواصلة مسيرة وحدة المسيحيين فقط، إنما الخير أيضا للمجتمع الأوروبي كله.

وتابع الحبر الأعظم قائلا: عندما تستمع أوروبا لتاريخ المسيحية إنما تصغي لتاريخها الخاص، كما أن أفكار العدالة والحرية والمسؤولية الاجتماعية والمؤسسات الثقافية والقانونية المؤسسة للدفاع عن هذه الأفكار ونقلها للأجيال الجديدة قد تشكّلت من إرثها المسيحي. هذا وأشار بندكتس السادس عشر في كلمته خلال اللقاء المسكوني في دار الرئاسة الأسقفية في براغ إلى أن مسيحيي اليوم مدعوون للتحلي بالشجاعة لدعوة الرجال والنساء لتوبة جذرية تنبثق من اللقاء مع المسيح. ومن هذا المنظار، أضاف قائلا: نعي بوضوح لماذا على المسيحيين الاتحاد مع الآخرين لتذكير أوروبا بجذورها التي لا تزال تقدّم للقارة الدعم الروحي والأخلاقي الذي يسمح بإقامة حوار بناء مع أشخاص من باقي الثقافات والأديان.








All the contents on this site are copyrighted ©.