2009-09-27 09:48:58

البابا يحتفل بصلاة الغروب في كاتدرائية القديس فيتو في براغ: الالتزام في تقوية القيم الروحية والأخلاقية في حياة المجتمع المعاصر


احتفل البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة السادسة من عصر السبت بصلاة الغروب في كاتدرائية القديس فيتو في براغ بمشاركة الكهنة، الرهبان، الراهبات، الطلاب الإكليريكيين والحركات العلمانية، ووجه كلمة للحاضرين استهلها قائلا إن جمال هذه الكاتدرائية شهادة حية لغنى تاريخ إيمان هذا الشعب وتقليده المسيحي مذكّرا بالقديسين الشهداء وينسيسلاو وأدالبرت وفيتو القديس الشاب الذي فضّل الشهادة على خيانة يسوع المسيح وبحياة أسقفين من القرن الماضي من هذه الكنيسة المحلية، وهما الكردينالان يوزيف بيران وفرانتيزيك تومازيك وبعدد كبير من الأساقفة، الكهنة، الرهبان والراهبات والمؤمنين الذين قاوموا ببطولة صلبة الاضطهاد الشيوعي، حتى التضحية بحياتهم.

أضاف الأب الأقدس أن بطولة شهداء الإيمان تذكّر بأنه من خلال المعرفة الشخصية والعلاقة العميقة مع المسيح يمكن انتهال القوة الروحية لتحقيق الدعوة المسيحية بالكامل. وحدها محبة المسيح تجعل العمل الإرسالي فاعلا، لاسيما في أوقات الشدة والمحن. وحث البابا الإخوة والأخوات على الاقتداء بالمعلم الإلهي الذي وكما جاء في إنجيل القديس مرقس "لم يأت ليُخدم بل ليخدم، وليفدي بنفسه جماعة كثيرة"، كما دعا لتستطع المحبة في كل رعية وجماعة وحركة وحثهم على تغذية محبتهم للمسيح في الصلاة والإصغاء لكلمته والافخارستيا وليكونوا ـ بنعمته ـ بناة وحدة وسلام في كل بيئة.

تابع بندكتس السادس عشر كلمته قائلا" إن جماعاتكم المسيحية ـ وبعد الشتاء الطويل للديكتاتورية الشيوعية ـ عادت لتتكلم بحرية لعشرين عاما خلا حينما استعاد شعبكم حريته مع الأحداث التي انطلقت من التظاهرة الطالبية في السابع عشر من نوفمبر تشرين الثاني 1989. ولكنكم تشعرون اليوم أنه ليس من السهل عيش الإنجيل والشهادة له. وأضاف البابا: لا يزال المجتمع يحمل الجراحات التي سببتها إيديولوجية ملحدة ويسحر غالبا بالعقلية المعاصرة للاستهلاك، مع خطورة أزمة قيم إنسانية ودينية وانتشار النسبية الأخلاقية والثقافية.

وبهذا الصدد، شدد الأب الأقدس على ضرورة التزام متجدّد لكل المكونات الكنسيّة من أجل تقوية القيم الأخلاقية والروحية في حياة المجتمع المعاصر، كما وأشار أيضا لالتزام الجماعات المسيحية على جبهات عدة، لاسيما في الحقل الخيري مع كاريتاس. وتابع متحدثا عن النشاطات الراعوية المرتبطة بحقل تعليم الأجيال الجديدة وعن تعزيز المدارس الكاثوليكية لاحترام الإنسان وإيلاء اهتمام براعوية الشباب حتى خارج البيئة الدراسية، بدون إهمال باقي المؤمنين.

تمنى بندكتس السادس عشر نمو الوئام على الدوام مع باقي المؤسسات رسمية كانت أم خاصة وقال إن الكنيسة لا تطالب بامتيازات إنما تريد العمل فقط بحرية من أجل خدمة الجميع وبروح إنجيلية. هذا ودعا الحبر الأعظم الرعاة للعمل بلا كلل لصالح خير الموكلين لعنايتهم والطلاب الإكيريكيين للإستعداد جيدا ثقافيا، روحيا وراعويا، حاثا الجميع على إتباع مثل القديس خوري آرس، خلال الاحتفال بالسنة الكهنوتية في الذكرى الخمسين بعد المائة لوفاته.








All the contents on this site are copyrighted ©.