2009-09-27 13:53:27

البابا يحتفل بالقداس الإلهي في مدينة برنو: المسيح هو رجاؤنا الأكيد


غادر البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد مدينة براغ متوجها بالطائرة إلى برنو ثاني أهم مدن الجمهورية التشيكية، حيث ترأس القداس الإلهي عند العاشرة في ساحة مجاورة لمطار توراني بحضور آلاف المؤمنين، وقد ألقى عظة استهلها بكلمات يسوع كما جاء في إنجيل القديس متى"تعالوا إلي جميعا أيها المرهقون المثقلون وأنا أريحكم"، موجها تحياته الحارة للسلطات الدينية، المدنية والعسكرية، وللحجاج القادمين أيضا من أبرشيات سلوفاكيا، بولندا، النمسا وألمانيا، ليشير بعدها إلى قراءات القداس المتمحورة حول موضوع الرجاء وقال الأب الأقدس: تظهر الخبرة التاريخية ما يتوصل إليه الإنسان حينما يستبعد الله عن أفق خياراته وأعماله، وبأنه من غير السهل بناء مجتمع مستوحى من قيم الخير والعدالة والتآخي، لأن الكائن البشري حر ولأن حريته تبقى هشة. على الحرية أن تكتسب دائما من جديد لأجل الخير، كما أن البحث المتعب عن قواعد صالحة لتنظيم الأمور البشرية واجب كل جيل من الأجيال كما جاء في الرسالة العامة "بالرجاء نلنا الخلاص".

تابع الحبر الأعظم: إننا هنا بالدرجة الأولى للإصغاء لكلمة ترشدنا لدرب الرجاء، لا بل للإصغاء "للكلمة" القادرة وحدها على إعطائنا الرجاء الأكيد، لأنها كلمة الله، وذكّر بأن يسوع وبموته على الصليب وقيامته حرّرنا من عبودية الأنانية والشر، من الخطيئة والموت، وهذا هو إعلان الخلاص الذي تعلنه الكنيسة من جيل إلى جيل: المسيح المصلوب والقائم، رجاء البشرية!

انتقل بعدها بندكتس السادس عشر ليتحدث عن واقع العالم المعاصر وقال إن بلادكم وعلى غرار باقي البلدان تعيش وضعا ثقافيا يمثل في غالب الأحيان تحديا جذريا للإيمان، وللرجاء أيضا، وأضاف أن التقدم التقني وتحسين البنيات الاجتماعية أمران مهمان وضروريان ولكنهما غير كافيين لضمان الخير الأخلاقي للمجتمع. فالإنسان بحاجة للتحرّر من الماديات وينبغي إنقاذه من الشرور التي تثقل روحه. وتابع البابا قائلا إن المسيح هو رجاؤنا الأكيد، وأشار إلى أنه وفي العصور الغابرة، تألم كثيرون للبقاء أمناء للإنجيل ولم يفقدوا الرجاء يوما، وضحى كثيرون أيضا بحياتهم لإعادة الكرامة والحرية للشعوب، ووجدوا في الاتحاد بيسوع المسيح القوة لبناء إنسانية جديدة. وحده المسيح رجاؤنا ـ قال الأب الأقدس ـ وهذا هو الإعلان الذي نُدعى نحن المسيحيين لنشره كل يوم، من خلال شهادتنا.

وفي ختام عظته في مدينة برنو، شجع بندكتس السادس عشر الكهنة على البقاء متحدين بيسوع وممارسة خدمتهم بفرح، وحث الرهبان والراهبات على الشهادة للمسيح بفرح والممارسة الصادقة للمشورات الإنجيلية، ودعا المؤمنين العلمانيين والعائلات لتركيز برامجهم ونشاطاتهم على الإيمان بالمسيح ودعا الجميع ليتشجعوا بالنظر لمثال القديسين كريللس وميتوديوس مبشري الشعوب السلافية، وإلى القديسة ديزلافا، أم عائلة غنية بأعمال التقوى والرحمة، والقديس يوحنا ساركاندر، الأسقف والشهيد، والقديس كليمان ماري هوفباور، الكاهن المولود في هذه الأبرشية والذي رُفع إلى مجد المذابح قديسا لمائة عام خلا، والطوباوية كافكوفا الراهبة المولودة في برنو والتي قتلها النازيون في فيينا.

 

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يدعو المؤمنين للبقاء أمناء لدعوتهم المسيحية

وفي ختام القداس الإلهي وقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي عبّر البابا عن سروره بتلاوة هذه الصلاة في أرض مطبوعة منذ عصور طويلة بالإيمان المسيحي، وقال: لعشرين عاما خلا، حينما قرر يوحنا بولس الثاني زيارة أوروبا الوسطى والشرقية بعد سقوط التوتاليتارية الشيوعية، أراد استهلال زيارته الرسولية في مدينة فيليهراد، المعروفة في كل العالم المسيحي. وذكّر بندكتس السادس عشر أيضا بزيارة أخرى عام 1995 إلى سفاتي كوبيشيك ولقائه الشباب، وقال: أود التذكير بتعليم سلفي وأدعوكم للبقاء أمناء لدعوتكم المسيحية والإنجيل لبناء مستقبل تضامن وسلام. وأضاف الأب الأقدس قائلا إن مورافيا أرض غنية بالمزارات المريمية التي تقصدها أعداد كبيرة من الحجاج، مذكّرا بضرورة الحفاظ على هذا الإرث الروح وموكلا الجميع لحماية العذراء مريم.








All the contents on this site are copyrighted ©.