2009-09-26 15:51:41

خطاب الحبر الأعظم في مطار براغ: العودة إلى التقاليد المسيحية التي صاغت الثقافة التشيكية


ألقى البابا بندكتس الـ16 خطابه الأول من على منصة الشرف في مطار براغ فاستهله بالتحية والشكر لرئيس الجمهورية والمسؤولين المدنيين والروحيين على حفاوة الاستقبال ولافتا إلى رمزية الخبز والملح والتراب التي تسلمها من الشابة والشابة عند سلم الطائرة فقال إن تدل على مدى تشرب الثقافة التشيكية من المسيحية التي بشر بها القديسان كيرلس وميتوديوس في القرن التاسع الميلادي، وهما شفيعا أوروبا.

سطر الحبر الأعظم في خطابه أهمية موقع تشيكيا الجغرافي في قلب القارة الأوروبية فهي مفترق طرق بين الشمال والجنوب، الشرق والغرب كما أنها نقطة التقاء شعوب وتقاليد وثقافات مختلفة. وشدد على أن الأرض التشيكية لعبت دور الجسر في تاريخ أوروبا الفكري والثقافي والديني وحتى الحربي.

وعشية الذكرى العشرين لثورة المخمل التي وضعت بطريقة سلمية نهاية لحقبة قاسية عرفتها البلاد، أعرب البابا عن اتحاده مع أبناء تشيكيا في رفع الشكر والحمد على تحررهم من تلك الأنظمة القمعية.

وأشار الأب الأقدس إلى أن أربعين عاما من القمع السياسي والفكري الذي انتهجته الحكومة آنذاك، لم تقدر على إسكات صوت الكنيسة الكاثوليكية التشيكية التي قدمت شهداء شجعان في الماضي وفي الزمن الحالي، واستذكر شجاعة خادم الله الكاردينال يوزف بيران في الذكرى الأربعين على وفاته والعديد من الكهنة والرهبان والراهبات الذين حافظوا على استمرار شعلة الإيمان حية ومتقدة.

وبعد استعادة الحرية الدينية، وجه الحبر الأعظم نداء إلى سكان جمهورية تشيكيا كافة كي يكتشفوا من جديد تقاليدهم المسيحية التي صاغت ثقافتهم وحض الجماعة المسيحية على الاستمرار في إيصال صوتها فيما تواجه الأمة تحديات الألفية الجديدة، وقال إن حقيقة الإنجيل ضرورية لمجتمع مزدهر وأعرب عن أمله في أن يعطى الدين دورا هاما في مسائل البلاد.

هذا وسطر البابا الشعار المدون على علم القصر الرئاسي "الحقيقة تنتصر" فتمنى أن يهدي نور الحقيقة الأمة التشيكية وهي التي أنجبت العالم الكبير الراهب يوهان غريغور ميندل الذي وضع الأساس لعلم الوراثة الجينية الحديثة، وختم بالقول إن ما يخدم ترقي البشرية الحقيقي ويفيده هو اللقاء والجمع بين حكمة الإيمان وتوقد العقل.








All the contents on this site are copyrighted ©.