البطريرك صفير: الإيمان المسيحي بحد ذاته غير سياسي وهو لا يدعي السلطة السياسية

في الأحد الأخير من إقامته الصيفية في المقر البطريركي بالديمان شمال لبنان، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداسا إلهيا احتفاليا عاونه فيه المطران شكر الله حرب والمونسينيور فيكتور كيروز وألقى عظة تمحورت حول الآية الإنجيلية: "أنت ابني، وأنا اليوم ولدتك"، قال فيها إن "المسيحية الأولى تبنت باكرا هذه الكلمة ورأت تحقيقها في قيامة يسوع. وبحسب أعمال الرسل يشرح بولس لليهود المجتمعين في كنيسة إنطاكية في تقديمه الكبير لتاريخ الخلاص الذي أفضى إلى المسيح: "إن الوعد الذي قطعه الله لآبائنا، قد بر به بكامله من أجلنا، نحن أبناءهم بإقامته يسوع، كما جاء في المزمور 2: "أنت ابني وأنا اليوم ولدتك".

وهكذا في هذه الفترة من التاريخ، تابع صفير، "نرى التقاء ادعاء الإمبراطور الروماني بالملكية الإلهية والدين المسيحي الذي يقول بان المسيح القائم هو ابن الله الحقيقي، الذي تخضع له شعوب الأرض، والذي له وحده حق قبول العبادة الإلهية في وحدة الآب والابن والروح القدس".

وختم الكاردينال صفير بالقول إن "الإيمان المسيحي هو بحد ذاته غير سياسي، وهو لا يدعي السلطة السياسية، ولكنه يعترف بالسلطة الشرعية وهو يصطدم حتما في لقب "ابن الله"، بادعاء السلطة السياسية الاستبدادية العائدة للإمبراطورية وستصطدم دائما بكل القوى السياسية الاستبدادية. وهي ستدفع إلى الاستشهاد بسبب الوضع، بالمشاركة مع المصلوب، الذي يملك هو وحده "بالخشبة".