2009-09-13 13:32:47

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وذهب يسوع وتلاميذه إلى قرى قيصرية فيلبس فسأل في الطريق تلاميذه: "من أنا في قول الناس؟" فأجابوه: "يوحنا المعمدان. وبعضهم يقول: إيليا، وآخرون: أحد الأنبياء". فسألهم: "ومن أنا في قولكم أنتم؟" فأجاب بطرس: "أنت المسيح". فنهاهم أن يخبروا أحدا بأمره.

وبدا يعلمهم أن ابن الإنسان يجب عليه أن يعاني آلاما شديدة وأن يرذله الشيوخ والأحبار والكتبة، وأن يقتل وأن يقوم بعد ثلاثة أيام. وكان يقول هذا الكلام صراحة. فانفرد به بطرس وأخذ يعاتبه. فالتفت فرأى تلاميذه فزجر بطرس قال: "اذهب عني يا شيطان، لأن أفكارك ليست أفكار الله، بل أفكار البشر".

ودعا الجمع وتلاميذه وقال لهم: "من أراد أن يتبعني، فليزهد بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني. لأن الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها وأما الذي يفقد حياته في سبيلي وسبيل البشارة فإنه يخلصها". (مرقس 8/27-35)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

إرادات الله

عندما كان الرسول بولس، الذي عرف أسرار خفية كثيرة وصعد إلى السماء الثالثة، يدرس مشيئات الله وأحكامه، شعر بدوار كأنه ينظر إلى هاوية. وعندما كان يحاول البحث عن عمق حكمة الله ومعرفته، اندهش وأوقف البحث فورا وصرخ: "من عرف فكر الرب؟ ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء!" (روم 11/33-34).

إن واجه بولس الرسول مشيئات الله هكذا، فلماذا نتعب نحن عبثا محاولين البحث عما لا يبحث فيه واستقصاء ما لا يستقصى؟ ولكن في كل تساؤل لنا، فلنتذكر ونكرر قول المزمور: "وأحكامك غمر عظيم" (مز 36/7).

غالبا ما يدبر الله الأشياء هكذا للنفوس الحسنة العبادة، بحيث أن أحداثا مؤلمة تنتهي نهاية سعيدة. الأمر الذي يدعو للعجب حقا، هو أن الله يحسن إلينا عن طريق الأحداث التي تظهر معاكسة، مؤلمة، غير ملائمة ولا مفرحة.

تعوّدنا في أوقات الشدة أن نفتكر في أفكار بشرية ونحسب حسابات سطحية. عندما يريد الله مساعدتنا، لا شيء يستطيع منعه. عندئذ يكفي سلاح واحد عنه وإنسان واحد منه، وتكفي إشارة واحدة منه لكي ننتصر على الأعداء الأشداء. فلنصل نحن للمسيح قائلين: "قل يا رب كلمة واحدة وسيتشتت أعداؤك.." قل كلمة واحدة فتحيا نفسي. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.