2009-09-06 13:40:14

البابا يحتفل بالقداس في فيتربو: أعمق الصحاري هي قلب الإنسان حين لا يصغي ولا يتكلم ولا يتواصل مع الله والآخرين


مدينة فيتربو في إقليم لاتسيو كانت على موعد اليوم الأحد مع البابا بندكتس الـ16 الذي أمّها في زيارة راعوية حيث استقبله راعي الأبرشية وعمدة المدينة ووكيل الحكومة الإيطالية جاني ليتّا، فجال قصر البابوات الشهير وتفقد قاعة الكونكلاف حيث جرى انتخاب خمسة أحبار أعظمين إبان انتقال مقر البابوية إليها في النصف الثاني من القرن 13؛ ثم ترأس قداسا احتفاليا في الهواء الطلق حضره زهاء 20 ألف من مؤمني الأبرشية.

وفي عظة ألقاها خلال القداس، أكد البابا أن الجماعة الليتورجية المصلية هي فضاء حضور الله، تعلن، كما كان تلاميذ الرب، قيامته وأنه حي وواهب الحياة وتشهد على أن حضوره هو نعمة وواجب وفرح.

وفي حديثه عن الصحراء في نبوءة أشعيا، قال الأب الأقدس إن أعمق الصحاري هي قلب الإنسان حينما لا يصغي ولا يتكلم ولا يتواصل مع الله والآخرين.. وينطوي على ذاته ويقسو في اللامبالاة والأنانية، ولكن "الأرض القاحلة" سترويها نفحة إلهية حين يأتي الرب ويقول لمشتتي القلوب في كل الحقب والأزمان: "تقووا لا تخافوا".

وتعليقا على إنجيل الأصم الذي أمره يسوع بالآرامية: "انفتح!" فعاد إليه سمعه ونطقه، قال البابا من خلال هذه الإشارة نستطيع رؤية رغبة يسوع المتقدة في الانتصار على انعزال الإنسان وعدم تواصله بسب الأنانية لكي يمنح وجها لإنسانية جديدة، وهي إنسانية الإصغاء والكلمة والحوار والتواصل والشركة مع الله.

وخلال السنة الكهنوتية الجارية، دعا الحبر الأعظم للصلاة بحرارة على نية الكهنة والطلاب الإكليريكيين والدعوات كي يكونوا أوفياء وأمناء لدعوتهم. كما حض المؤمنين العلمانيين والشباب والعائلات على عدم الخوف من أن يحيوا إيمانهم ويشهدوا له في شتى مجالات المجتمع وحقوله وفي مختلف حالات الوجود البشري.

"عندما يتيه القلب في صحراء الحياة"، ختم بندكتس الـ16، "فلا تخافوا بل توكلوا على المسيح بكر الإنسانية الجديدة: عائلة إخوة مبنية على الحرية والعدالة والحقيقة ومحبة أبناء الله".








All the contents on this site are copyrighted ©.