2009-09-02 16:17:15

البابا خلال المقابلة العامة يأمل بلوغ الشركة التامة مع الأرثوذكس ويدعو للسلام والمحبة في الذكرى السبعين لبداية الحرب العالمية الثانية


حيا البابا بندكتس الـ16 المشاركين في المنتدى بين المسيحيين الذي نظمته كل من جامعة أنطونيانوم الحبرية بروما وجامعة أرسطوطاليس في تسالونيكي باليونان وأمل أن "يؤول التفكير المشترك بين الكاثوليك والأرثوذكس حول صورة القديس أغسطينس إلى دعم مسيرة الشركة التامة بينهما"، وذلك خلال المقابلة العامة التي أجراها اليوم الأربعاء في القصر الرسولي الصيفي بكاستل غاندولفو.

وفي كلمة وجهها أيضا للحجاج البولنديين وفي الذكرى السبعين لبداية الحرب العالمية الثانية، قال البابا إن "المآسي الإنسانية وعبثية الحرب ستبقى في ذاكرة الشعوب"، وسأل الله لأجل أن "يعم قلوب الناس روح المغفرة والسلام والمصالحة" مضيفا أن "أوروبا وعالم اليوم بحاجة إلى روح الشركة" ودعا "لبناء هذه الشركة على أساس المسيح وإنجيله".

تناول الأب الأقدس في مقابلته العامة صورة القديس أودون الراهب البندكتي الذي ولد وتوفي في فرنسا في القرنين التاسع والعاشر الميلادي في الحقبة التي شهدت ازدهار الحياة الديرية الرهبانية، فكان الأباتي أو الرئيس الثاني لدير كلوني الذي عرف إشعاعا خلال العصور الوسطى بسبب اندفاع وحماسة الرهبان آنذاك على التقشف والزهد كما انكبابهم على العلم اللاهوتي وممارسة العبادة الإلهية وطقوسها الجميلة.

سطر الحبر الأعظم دور السيدة العذراء "أم الرحمة" في دعوة أودون الفتي إلى اعتناق الحياة الرهبانية وتنوره لاحقا من قوانين القديس بندكتس التي اكتشفها وقرأها وأحبها. وقال إن الراهب أودون الذي أصبح الأباتي أو الرئيس الثاني لدير كلوني عام 927، ترك أثرا كبيرا في أديار أوروبا وظل منها من يتبع نهجه وإصلاحه.

أضاف البابا أن المثال الرهباني الأعلى بالنسبة لأودون يجد منبعه في اختبار مريم المجدلية التي جلست عند قدمي يسوع المعلم تصغي لكلامه وتنقطع عن هموم العالم وشجونه. ولفت إلى أن شغفه بكلمة الله أنار إيمانه وعبادته لجسد المسيح ودمه، كما أن قداسة سر جسد المسيح تدعو إلى توبة راديكالية ممكنة فقط بقدرة الرحمة الإلهية وقوتها. ومن تأمله بالمسيح الرحيم تفجر فيه فرح وصلاح قادا إخوته الرهبان والمؤمنين العلمانيين في عصره على درب الكمال.

وأمل الأب الأقدس في ختام تعليمه الأسبوعي أن يعم الفرح والصلاح اللذان عرفهما القديس أودون قلوبنا وأفئدتنا لكي نجد نحن أيضا ينبوع الفرح المنبثق من صلاح الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.