2009-08-23 14:45:59

البابا يتلو التبشير الملائكي في كاستل غاندولفو ويقول: كثيرون اليوم ما زالوا مشككين أمام مفارقة الإيمان المسيحي


"انظروا يدي فقد تحررت من الجص ولكنها كسولة بعض الشيء! عليّ أن أبقى في مدرسة الصبر قليلا، فتسير الأمور أفضل"، بهذه العبارات افتتح البابا بندكتس الـ16 كلامه قبيل تلاوة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد في القصر الرسولي الصيفي بكاستل غاندولفو وتناول نص إنجيل اليوم بحسب القديس يوحنا الذي يختم الكلام على الخبز النازل من السماء وجدال اليهود والفريسيين وحتى تلاميذه الذين قالوا إنه كلام عسير، من يطيق سماعه؟

قال بندكتس الـ16 إن العالم ما زال حتى اليوم يناقش ويجادل في ما تفوه به يسوع، وهو دافع لنا للتفكير إذا ما كنا فهمنا حقيقة مضمون هذه الرسالة. يتحدث النص الإنجيلي عن ردة فعل الناس والتلاميذ أنفسهم الذين شككوا في كلام الرب حتى أن بعضهم ارتد عنه وانقطع عن السير معه. إن الأمر عينه أضاف البابا يحدث من جديد في حقبات التاريخ المختلفة، ولكن المسيح لا يقدم تنازلات كي يفهم الناس وتلاميذه بل قال للاثني عشر: "أفلا تريدون أنتم أيضا أن تذهبوا؟"

أشار الحبر الأعظم إلى أن هذا السؤال الاستفزازي لم يكن موجها إلى مستمعي ذلك الزمان فقط، بل يطول المؤمنين والناس في كل الأزمنة. كثيرون اليوم ما زالوا مشككين إزاء مفارقة الإيمان المسيحي، ويبدو أن تعليم يسوع عسير ويصعب قبوله وتنفيذه، فهناك أشخاص رفضوه وآخرون عمدوا إلى مطابقة الكلام مع أنماط الأزمنة وتجريده من معناه وقيمته.

أفلا تريدون أنتم أيضا أن تذهبوا؟ إنه استفزاز مقلق لمن ينتظر جوابا شخصيا، تابع البابا، إنه سؤال موجه لكل واحد منا، لأن يسوع المسيح لا يرضى بانتماء سطحي وشكلي ولا يكفيه انخراط أولي وحماسي، بل على العكس، يطلب منا اشتراك حياتنا بجملتها في فكره ومشيئته. إن اتباع يسوع يغمر القلب بالفرح ويهب معنى كاملا لوجودنا، ولكنه مليء بالصعاب والتخليات لأنه غالبا ما يجب السير عكس التيار. 

وعن سؤال يسوع الاستفزازي، الذي أجاب سمعان بطرس باسم سائر الرسل والمؤمنين على مر العصور كلها: "إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟"، قال الأب الأقدس إن الإيمان عطية من الله للإنسان وهو في الوقت عينه تسليم حر ومطلق من الإنسان لله، وإذا فتحنا قلبنا بثقة للمسيح كي يملك علينا، فسنختبر بدورنا أن سعادتنا الوحيدة على هذه الأرض هي حب الله واليقين أنه يحبنا، كما قال القديس جان ماري فيانيي، خوري آرس.

وبعد تلاوة التبشير الملائكي، حيا بندكتس الـ16 المشاركين في اللقاء الثلاثين للصداقة بين الشعوب الذي افتتح أعماله اليوم في مدينة ريميني الإيطالية حول موضوع "المعرفة هي حدث على الدوام" وقال إنه مناسبة مؤاتية لتعزيز التفاهم والمعرفة بين الأمم والناس. وختم كلمته متمنيا للمؤمنين والحجاج أحدا مباركا وأسبوعا مجيدا ومنحهم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.