2009-08-12 15:39:31

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن العذراء مريم مثال الكهنة


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح الأربعاء مقابلته العامة مع زهاء أربعة آلاف مؤمن وحاج غصت بهم باحة القصر الرسولي الصيفي في كاستل غندولفو. تمحور تعليم الحبر الأعظم في مقابلته العامة الرابعة والعشرين لهذا العام حول صورة العذراء مريم التي ستحتفل الكنيسة بعد ثلاثة أيام بعيد انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء. قال البابا إن والدة الله تشكل مثالا لجميع الكهنة، خصوصا عندما أجابت بـ"نعم" على دعوة الله لها حينما بشرها الملاك جبرائيل بأنها ستحمل في أحشائها كلمة الله المتجسد.

أوضح بندكتس السادس عشر أن بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم أظهرت لنا أن الله ينتظر ردَّ خلائقه على الدعوة التي يوجهها لها. ومن خلال الإجابة بـ"نعم" على دعوة الله أصبحت مريم جزءا من مخطط خلاص الجنس البشري. وذكّر الحبر الأعظم بتعاليم القديس جان ماري فياني، خوري آرس، بهذا الصدد الذي تحدث عن وجود صلة بين سري الكهنوت والتجسد.

أصبحت العلاقة بين مريم العذراء والكهنة أكثر عمقا وقوة أمام الصليب ـ تابع البابا يقول ـ عندما خاطب المسيح أمه والقديس يوحنا الذي يمثّل جميع تلاميذ المسيح، وخصوصا الكهنة. فقد أوكل يسوع أمه العذراء إلى رعاية تلميذه الحبيب، وجاءت هذه الوصية بمثابة "عهد". أخذ يوحنا مريم العذراء إلى بيته، كما يقول لنا الإنجيل المقدس، ومنذ ذلك الحين أصبحت والدة الله جزءا من حياته اليومية، من كيانه ووجوده. أراد يسوع أن يورثنا أثمن ما عنده، ومن هنا نشأت "العلاقة الوالدية" بين مريم العذراء والكهنة الذين تعطف عليهم والدة الله وتحبهم لأنهم ـ على غرار ابنها يسوع المسيح ـ ملتزمون في نشر البشرى السارة في العالم والشهادة للإله المتجسد.

في ختام مقابلته العامة دعا الحبر الأعظم المؤمنين إلى تكريم والدة الله كأم لنا جميعا، وسأل العذراء القديسة أن تساعد جميع الكهنة على السير دوما على خطى يسوع المسيح. بعدها تذكر البابا ضحايا الإعصار الذي ضرب الفيليبين، تايوان وبعض المحافظات الصينية واليابانية، معربا عن قربه الروحي من السكان المنكوبين ودعا الجميع للصلاة من أجل راحة أنفس ضحايا الكارثة الطبيعية. هذا ثم وجه بندكتس السادس عشر تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.