2009-08-03 15:07:57

البابا يبرق معزيا بالضحايا المسيحيين في باكستان


أرسل الكاردينال ترشيزيو برتونيه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان برقية تعزية باسم البابا بندكتس السادس عشر إلى المطران جوزيف كوتس، أسقف أبرشية فيصل أباد الباكستانية، أعرب فيها عن ألم الحبر الأعظم العميق إزاء الهجوم الذي وقع في بلدة غوجرا وأودى بحياة رجال، نساء وأطفال أبرياء مخلفا خسائر مادية فادحة.

سأل الكاردينال برتوني المطران كوتس أن يعرب لذوي الضحايا عن تعازي البابا وقربه ممن اختبروا هذا العمل الأثيم. وسأل الأسقف الباكستاني أيضا أن يشجع المؤمنين المسيحيين على العمل دوما في سبيل بناء مجتمع يرتكز إلى القيم الدينية والإنسانية الأصيلة ويطبعه الاحترام المتبادل بين جميع مكوناته. وقال الكاردينال برتوني إن الحبر الأعظم يناشد الجميع اعتماد درب السلام والتخلي عن العنف الذي يولد آلاما جمة، مضيفا أن البابا يمنح بركاته الرسولية كل من فقدوا أحباءهم في هذه المأساة.

 

المسيحيون في باكستان يقفلون مدارسهم وجامعاتهم حدادا على ضحايا أعمال العنف الأخيرة

على صعيد آخر، قرر المسيحيون في باكستان إقفال مدارسهم وجامعاتهم في مختلف أنحاء البلاد لثلاثة أيام اعتبارا من هذا الاثنين حدادا على المواطنين المسيحيين الذي قضوا في محافظة بنجاب، حسبما أوردت محطة التلفزة البريطانية "بي بي سي". وصرح بهذا الصدد المطران صديق دانيال، أسقف أبرشية كاراتشي ـ بلوشستان بأن المسيحيين يريدون الإعراب عن غضبهم وقلقهم بهذه الطريقة السلمية. ودعا الأسقف الكاثوليكي الحكومة الباكستانية إلى حماية المواطنين وجرّ المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء أمام العدالة. وعلى أثر الحادث قال ناطق بلسان حكومة إسلام أباد إن القضاء سيفتح تحقيقا في الحادث للكشف عن هوية مرتكبي هذه الجرائم.

وكانت أعمال العنف قد تفجرت يوم السبت الماضي عندما هاجم مئات المتشددين الإسلاميين مدينة غوجرا وأضرموا النيران في العديد من المنازل. ووقع الاعتداء بعد أن اتُهم بعض المسيحيين بتدنيس القرآن حسبما أعلنت وكالة الأنباء الكنسية الآسيوية آسيا نيوز، مضيفة أن المعتدين أقدموا على حرق ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم أربع نساء وطفل في السابعة من عمره، فيما أصيب عشرون شخصا بجراح. وأوضحت وكالة الأنباء أن منازل أكثر من خمسين عائلة مسيحية تعرضت للإحراق، وحملت موجة العنف آلاف المسيحيين على الهرب من الاضطهاد.

بالمقابل أعلن مسؤول باكستاني عن انتشار الجيش في بلدة غوجرا حيث تم اعتقال اثني عشر شخصا يُشتبه بضلوعهم في الاعتداء كما تعهد وزير العدل بصرف تعويضات لعائلات الضحايا، وأعلن أنه "تم التعرف على مرتكبي الجريمة وهم إرهابيون يريدون أن يزرعوا الفتنة في البلاد" على حد قوله. كما أمر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بفتح تحقيق في ما جرى. وقد زار موقع الحادث الوزير المسيحي شهباز بهاتي الذي ندد بشدة بالاعتداء على المسيحيين الأبرياء مؤكدا التزام الحكومة في الدفاع عن جميع مواطنيها وخصوصا الأقليات المسيحية.

على صعيد آخر، أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس الأحد عن شجبها لهذه الاعتداءات، وأكد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام للمنظمة "أن هذه الهجمات العنيفة تتعارض مع مبدأ التسامح في الإسلام" مشيرا إلى "أن مقترفي هذه الأعمال يسيئون لصورة الدين الذي يدعو إلى حماية الأقليات من الديانات الأخرى".








All the contents on this site are copyrighted ©.