2009-07-27 13:06:55

كلمة البابا قبيل التبشير الملائكي في ليه كومب بفال داوستا


بتمام الثانية عشرة من ظهر أمس الأحد، تلا البابا بندكس الـ16 في لي كومب صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المتوافدين من أنحاء الأقاليم الشمالية الإيطالية، في الوقت الذي تشارف إجازة راحته الصيفية على الانتهاء بين إحدى أجمل جبال فال داوستا.

وفي بداية كلمته قبيل الصلاة، رفع البابا لله الشكر لأنه "منحني فرح هذه الأيام التي سادها مناخ من الراحة، على الرغم من الحادث البسيط الذي تعرضت له والذي تعرفونه، ونوه بعاطفة الذين حرصوا على البقاء جنبه بتحفظ والتزام ورعاية. كما حيا البابا الكاردينال بوليتو والأساقفة الحاضرين، وبنوع خاص أسقف أوستا جوزيبي أنفوسي وكاهن رعية لي كومب والسلطات المدنية والعسكرية والشرطة وجميع الأصدقاء ومن يتابعونه عبر محطات الراديو والتلفزيون.

قال بندكتس الـ16: في هذا الأحد البديع الذي يظهر لنا الرب فيه جمال خليقته، تقدم لنا الليتورجية صفحة إنجيلية مع الفصل السادس من إنجيل يوحنا، الذي يتضمن أولا أعجوبة تكثير الخبز ومن ثم الأعجوبة الثانية التي قام بها الرب حين مشى على الماء في البحيرة خلال العاصفة؛ وأخيرا الخطاب الذي يكشف عن ذاته من خلاله بأنه "خبز الحياة".

في سرده لـ"علامة" الخبز، يشدد الإنجيلي على أن المسيح، قبل أن يوزع الخبز، باركه بصلاة الشكر (راجع الآية 11). إن فعل "شكَرَ" باليونانية يحملنا بشكل مباشر إلى العشاء الأخير الذي لا يشير فيه يوحنا إلى تأسيس الإفخارستيا بل إلى غسل الأرجل: إن الإفخارستيا سابقة لأوانها في علامة خبز الحياة.

كيف لنا وفي هذه السنة الكهنوتية، تابع البابا، ألا نذكر نحن الكهنة أننا قادرون بنوع مميز على انعكاس ذواتنا في هذا النص اليوحنوي وأن نطابق أنفسنا مع الرسل القائلين: كيف لنا أن نجد الخبز لهذا الجمع الغفير؟ وإذ نقرأ عن ذلك الفتى المجهول الذي يملك خمسة أرغفة وسمكتين، نردد بشكل عفوي: ولكن ما هذا لكل هذا الجمع؟ بكلمات أخرى: من أنا؟ كيف لي، مع محدوديتي كلها، أن أساعد يسوع في رسالته؟ فيقدم الرب لنا الجواب: من خلال وضع كيانهم الهش في "يديه المقدستين والجليلتين"، يضحي الكهنة وسيلة خلاص من أجل الكثيرين، للجميع!

هذا وعرض البابا فكرة أخرى للتأمل في قراءات الأحد الذي تعيد الكنيسة فيه للقديسَين يواكيم وحنة، والدي العذراء، وجدّي يسوع، فقال: هذا العيد مدعاة للتفكير بموضوع التربية الذي يحتل مكانة هامة في نشاطات الكنيسة الرعوية. يحضنا بشكل خاص على الصلاة من أجل الأجداد الذين يشكلون في العائلة حراس وشهود قيم الحياة الأساسية. إن دور الأجداد التربوي ذو أهمية كبيرة ويضحي بالغ الأهمية عندما لا يستطيع الأهل، ولأسباب مختلفة، أن يؤمنوا حضورا مناسبا قرب أبنائهم في مرحلة نموهم.

هذا وأوكل الحبر الأعظم إلى حماية القديسة حنة والقديس يواكيم جميع الأجداد في العالم، موجها إليهم بركة خاصة، وقال: فلتساعدهم العذراء مريم، التي تعلمت قراءة الأسفار المقدسة في حضن أمها حنة، على تغذية الإيمان والرجاء على ينابيع كلمة الله.

وفي ختام تحياته بلغات مختلفة، وجه البابا تحية خاصة لسكان فال داوستا بلهجتهم المحلية قال فيها: "لقد كنت سعيدا جدا لوجودي بينكم، فأسألكم أن تصلوا من أجلي وللكنيسة جمعاء، متمنيا لكم صيفا مباركا وهائنا".


 








All the contents on this site are copyrighted ©.