2009-07-27 11:56:59

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وعبر يسوع بعد ذلك بحر الجليل (أي بحيرة طبرية). فتبعه جمع كثير، لما رأوا من الآيات التي أجراها على المرضى. فصعد يسوع الجبل وجلس مع تلاميذه. فرفع عينيه فرأى جمعا كثيرا مقبلا إليه. فقال لفيلبس: "من أين نشتري خبزا ليأكل هؤلاء؟" وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه كان يعلم ما سيصنع. فأجابه فيلبس: "لو اشترينا خبزا بمائتي دينار لما كفى أن يحصل الواحد منهم على كسرة صغيرة". وقال له أحد تلاميذه، أندراوس أخو سمعان بطرس: "ههنا صبي معه خمسة أرغفة من شعير وسمكتان، ولكن ما هذا لمثل ذاك الجمع؟" فقال يسوع: "أقعدوا الناس". وكان هناك عشب كثير. فقعد الرجال وكان عددهم نحو خمسة آلاف. فأخذ يسوع الأرغفة وشكر ثم فرق منها على الآكلين، وفعل مثل ذلك بالسمكتين، على قدر ما أرادوا. فلما شبعوا قال لتلاميذه: "اجمعوا ما فضل من الكسر لئلا يضيع منها شيء". فجمعوها فملأوا اثنتي عشرة قفة من الكسر التي فضلت عن الآكلين من خمسة أرغفة الشعير. فلما رأى الناس الآية التي أتى بها يسوع قالوا: "حقا، هذا هو النبي الآتي إلى العالم". وعلم يسوع أنهم يهمون باختطافه ليقيموه ملكا، فانصرف وعاد وحده إلى الجبل. (يوحنا 6/1-15)

 

قراءة من تيودوروس المبسوِسطي

أعطنا الخبز كفاف يومنا

 

أسألكم أن تطلبوا خيرات العالم الآتي، ومنذ العالم الحاضر، أن تنظموا حياتكم بمقتضى الأخرى، بحسب قدرتكم، ليس لدرجة أنكم تنقطعون عن الأكل أو الشرب أو استعمال الضروري، بل أن تحبوا وتتطلبوا بكل قواكم الخير الذي اخترتم. تستطيعون أن تكتفوا باللازم ولكن لا تطلبوا ولا تفتشوا عن أكثر من الضروري. قال الرسول بولس: "فإذا كان لدينا القوت والكسوة فعلينا أن نقنع بهما" (1 تيم 6/8). هذا ما يدعوه ربنا الخبز، لأن الخبز يبدو لنا ضروريا جوهريا لقوتنا وعيشنا. "اليوم" يعني "الآن"، اليوم نعيش وليس غدا، وإذا بلغنا الغد فيصبح هو اليوم.

يسمي الكتاب الإلهي "اليوم" ما هو حاضر أو ما هو قريب. هكذا "اليوم إذا سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم، كما حدث عند السخط يوم التجربة في الصحراء.. ولكن فليشدد بعضكم بعضا كل يوم.. ما دام لكم هذا اليوم" (عبر 3/7-8. 13)، يعني أننا ما زلنا في هذا العالم. فلنتذكر هذا الكلام باستمرار، كي ينشطَ هذا الصوت ضميرنا كل يوم ويوقظَ نفسنا ويحرضها على إصلاح أخلاقنا، فتهرب من الشر وتتطلب الخير. ما زلنا نستطيع إصلاح نفوسنا وعمل التوبة، فلنتقدم باطّراد؛ وبعد أن نغادر هذا العالم يكون قد انقضى زمن التوبة والإصلاح وأتى زمن الدينونة، لذا قال ربنا: "أعطنا الخبز كفاف يومنا".








All the contents on this site are copyrighted ©.