2009-07-19 15:20:31

البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي من رومانو كانافيزي ويشكر الجميع على تضامنهم معه


تلا البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي من رومانو كانافيزي مسقط رأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال ترشيزيو برتوني، وقد وصل الأب الأقدس هذه البلدة الواقعة في إقليم بييمونتي على متن طائرة مروحية قادما من لي كومب شمال إيطاليا حيث يقضي فترة استراحة صيفية. استهل الحبر الأعظم كلمته قائلا: بفرح كبير جئت لزيارة بلدتكم الجميلة وكنيستكم الرائعة ومسقط رأس معاوني الأول الكردينال ترشيزيو برتوني أمين سر الدولة الذي تعاونت معه لسنوات في مجمع عقيدة الإيمان.

شكر البابا بعدها جميع الذين عبروا عن قربهم منه وتضامنهم معه بعد خضوعه لعملية جراحية بسيطة إثر كسر طفيف في معصمه الأيمن، خاصا بالذكر أطباء مستشفى أوستا وسلطات الدولة والكنيسة، وتابع قائلا: من فال داوستا جئت لزيارة هذه البلدة حيث ولد أمين سر الدولة الكردينال ترشيزيو برتوني الذي أشكره على خدمته السخية خليفة بطرس والكنيسة. إنه أقرب معاوني وكان كذلك لسنوات عديدة حينما كنتُ رئيسا لمجمع عقيدة الإيمان.

هذا وحيا بندكتس السادس عشر أسقف إيفريا المطران أريغو ميليو وجميع الحاضرين من سلطات كنسية ومدنية ومؤمنين كثيرين خاصا بالذكر الأطفال والشباب والعائلات والمرضى والمعوزين، وأضاف: شاركتم صباحا بالقداس الإلهي، وتحدث الكردينال برتوني عن كلمة الله في هذا الأحد حين مضى يسوع بالرسل إلى مكان قفر، وقال البابا: إن الإصغاء للإنجيل وقبوله أعطيا حياة لجماعتكم. فأرضكم قد ترطبت باكرا بدم الشهداء أمثال القديس سولوتوري، شفيع رعيتكم إلى جانب القديس بطرس.

تحدث الأب الأقدس عن شهادة متألقة وتاريخ إيمان طويل لرعيتهم وأضاف: أعلم أن عائلات كثيرة في منطقة إيفيريا تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب قلة أماكن العمل. تطرقت لهذه المشكلة غير مرة وأردت التعمق بها في رسالتي العامة الأخيرة المحبة في الحقيقة وآمل بأن تحرك القوى الإيجابية لتجديد العالم!

لا تفقدوا الشجاعة! مضى البابا إلى القول: فالعناية الإلهية تساعد دوما مَن يعمل الخير ويلتزم لصالح العدالة، كما وتعين جميع الذين لا يفكرون بأنفسهم فقط إنما بالذين أيضا يعانون أوضاعا أسوأ منهم. تدركون جيدا هذا الأمر، لأن أجدادكم اضطُروا للهجرة بسبب قلة العمل، وقد حملَ بعدها النمو الاقتصادي الرفاهية. إن القيم الرئيسة للعائلة واحترام الحياة البشرية والتنبه للعدالة الاجتماعية وقدرة مواجهة التعب والتضحية والرباط القوي بالإيمان المسيحي من خلال الحياة الرعائية لاسيما المشاركة في القداس الإلهي، لهي قيم شكلت على مر العصور قوتكم الحقيقية، وهي القيم نفسها التي ستتيح لأجيال اليوم بناء مستقبلها برجاء، معطية الحياة لمجتمع متضامن وأخوي بحق حيث تتشبع مختلف المجالات والمؤسسات والاقتصاد من الروح الإنجيلي.

وتوجه البابا بشكل خاص إلى الشباب قائلا: هنا وفي كل مكان، لا بد من التساؤل عن نوع الثقافة التي تقترح عليهم والأمثلة والنماذج، وتقييم ما إذا كانت تشجعهم على إتباع طرق الإنجيل والحرية الحقيقية. الشبيبة غنية بالطاقات وينبغي مساعدتها للتغلب على تجربة دروب سهلة وخداعة، ولإيجاد طريق الحياة الحقيقية والكاملة.

وتابع بندكتس السادس عشر قائلا: في هذه الأرض الغنية بالتقاليد المسيحية والقيم الإنسانية، ازدهرت دعوات رجالية ونسائية عديدة لاسيما في العائلة الساليزيانية، شأن دعوة الكردينال برتوني الذي ولد في هذه الرعية بالذات وتعمّد في هذه الكنيسة وترعرع في عائلة تربى فيها على الإيمان.

وختم الحبر الأعظم كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي من بلدة رومانو كانافيزي قائلا: فلنسأل حماية مريم العذراء، سيدة الانتقال وعون المسيحيين، الأم المحبوبة والمكرمة بشكل خاص في المزارات العديدة المكرسة لها بين جبال غران باراديزو وسهل البو، وليرشد حضورها الوالدي الجميع لدرب الرجاء.

وبعد صلاة التبشير الملائكي منح البابا البركة بيده اليمنى على الرغم من الجص الذي يحيط بمعصمه وتوجه من ثم إلى منزل عائلة الكردينال برتوني لتناول طعام الغداء.








All the contents on this site are copyrighted ©.