2009-07-14 16:07:55

المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان يستنكر الاعتداءات على كنائس مسيحية في بغداد


اصدر المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان بيانا استنكر فيه بشدة كل أعمال العنف الدائرة في العراق التي استهدفت وتستهدف الأبرياء من رجال دين ونساء وأطفال وكان آخرها الاعتداءات التي استهدفت يومي السبت والأحد الماضيين ست كنائس مسيحية في بغداد. ووجه المركز الكاثوليكي للإعلام نداء إلى المواطنين العراقيين عامة والمسيحيين خاصة ليحافظوا على وطنهم بوحدتهم وتماسكهم وتشبثهم بأرضهم، وإلى المسؤولين في البلاد لتحمل مسؤولياتهم في إحلال الأمن والسلام للجميع. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلنا في بيروت. RealAudioMP3

 

النص الكامل لبيان المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان

إن المركز الكاثوليكي للإعلام يستنكر بشدة ويدين ويشجب كل أعمال العنف الدائرة في العراق، التي استهدفت وتستهدف الأبرياء من رجال دين ونساء وأطفال، وكان آخرها الاعتداءات التي استهدفت يومي السبت والأحد الماضيين ست كنائس مسيحية في مدينة بغداد وقع ضحيتها من المسيحيين المصلين أربعة قتلى وخمسة عشر جريحاً، ومن المارة ستة جرحى. كما تعرّض في الآونة الأخيرة عدد من المسيحيين في الكركوك للقتل وأعمال العنف، إنها جرائم غير مبرّرة تهزّ الضمائر، وتستوجب من الأسرة العربية والدوليّة إدانتها والعمل على وضع حدّ لها، والتعويض المادي والمعنوي لضحاياها، وإلاّ فقدت المؤسسات الإقليمية والدوليّة مبرر وجودها.

إن الاعتداء السافر على المسيحيين بالشكل المتمادي، والذي ندينه بأقصى الشدّة، هو جريمة ضد حقوق الإنسان، فالمسيحيون مواطنون مخلصون لبلدهم، وتمنحهم مواطنيتهم كامل حقوق المواطنة وتضع على عاتقهم كل واجباتها. لكن حقوقهم مسلوبة عندما يُعتدى عليهم، ويحرمون من الحماية لهم ولعائلاتهم وممتلكاتهم ومن التعويض عليهم، ومن العيش الكريم بهناء وطمأنينة. أما الواجبات فإنهم يؤدّونها بكل مسؤولية، ويخلصون لوطنهم في كل شيء، وهم فيه وفي كل المنطقة العربية عامل سلام واستقرار.

يبدو أن هذه الاعتداءات على المسيحيين، أشخاصاً وعائلات ودور عبادة واملاكاً، تستهدف الحضور المسيحي في الشرق. وهذا مسعى لنسف جذور الثقافة العربية والنهضة والعيش المشترك وتاريخ المشرق العربي. فالمسيحيون ليسوا أقلية مضافة في بلدان العالم العربي، بل هم أهلها الأصليون، والثقافة المسيحية تشكل عنصراً أساسياً من ثقافة هذه البلدان منذ عهد السيد المسيح والرسل الأثني عشر والجماعات المسيحية الأولى. كم من أعلام مسيحيين كبار في الشعر والأدب والخطابة أعلوا شان الثقافة العربية  في بلدانهم، وشكّلوا عصرها الذهبي؟ أوليس المسيحيون العرب هم روّاد النهضة العربية الحديثة بفضل مساهماتهم في حقول الصحافة والفكر السياسي والإعلام والهندسة والفن والتجارة والاقتصاد والطب والتأليف ووضع المعاجم، ومن تعزيز حرية الشخص البشري وحقوق الإنسان، وحرية المعتقد والتعبير والرأي، والتنّوع في الوحدة؟

إن المسيحيين الواعين دورهم ورسالتهم في العالم العربي، لن يتخلوا عن تعاليم السيد المسيح القائم على الغفران والمحبّة والتسامح، والقيم الإنجيليّة، ولن يخافوا الشهادة حتى الاستشهاد في سبيل الخير العام، وسيواصلون مساهمتهم السخية والمخلصة في بناء أوطانهم وإنماء الشخص البشري والمجتمع، وتعزيز السلام العادل والاستقرار والانفتاح على الآخر باحترام وتعاون وتضامن. نأمل أن يعي شركاؤهم في الوطن هذا الدور الذي لا يطمح إلاّ إلى ما ينمي ويجمع ويبني.

إما النداء فموّجه إلى المواطنين العراقيين عامة والمسيحيين خاصّة ليحافظوا على وطنهم بوحدتهم وتماسكهم وتشّبثهم بأرضهم، وإلى المسؤولين في البلاد لتحمل مسؤولياتهم في إحلال الأمن والسلام للجميع: وإلى جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإتخاذ المبادرات المسؤولة وحماية المواطنين العراقيين والتعويض على ضحايا العنف في خساراتهم على مستوى الأشخاص والأملاك والمعنويات.








All the contents on this site are copyrighted ©.