البابا يدعو أساقفة فيتنام للسهر على تنشئة المؤمنين العلمانيين ويذكر بدعوة الكاهن إلى القداسة

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة فيتنام في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، ووجه إليهم كلمة تمنى فيها أن يكون مثال قداسة وتواضع وبساطة حياة رعاة كبار في بلادهم حافزا لخدمة الشعب الفيتنامي وقال إن السنة الكهنوتية ستسمح بتسليط الضوء على عظمة وجمال خِدمَة الكهنة، شاكرا الكهنة الأبرشيين والرهبان على حياتهم المكرسة للرب وجهودهم الرعوية لتقديس شعب الله. وأضاف الأب الأقدس أن الكاهن مدعو للتعمق في حياته الداخلية والتوق إلى القداسة على مثال خوري آرس ليكون مرشدا حسب قلب الله وتعليم الكنيسة، وأشار إلى إن ازدهار الدعوات الكهنوتية والرهبانية عطية من الرب لكنيسة فيتنام.

ذكّر بندكتس السادس عشر بالرسالة الراعوية التي وجهها أساقفة فيتنام لعام خلا، وباهتمامهم الخاص بالمؤمنين العلمانيين مسلطين الضوء على دعوتهم في المجال العائلي وتمنى الحبر الأعظم أن تصبح كل عائلة كاثوليكية مسكنا للقيم والفضائل الإنسانية ومدرسة إيمان ومحبة لله، من خلال تعليم الأطفال عيش حياتهم بضمير مستقيم، في النزاهة والحقيقة، وأشار إلى أن العلمانيين الكاثوليك مدعوون ليظهروا ـ من خلال حياتهم المرتكزة للمحبة والاستقامة ومحبة الخير العام ـ أن الكاثوليكي الصالح هو أيضا مواطن صالح. وبهذا الصدد، دعا الأب الأقدس أساقفة فيتنام للسهر على تنشئة المؤمنين العلمانيين من خلال تنمية حياتهم الروحية ورفع مستواهم الثقافي ليتمكنوا من خدمة الكنيسة والمجتمع بفعالية كبيرة.

هذا ودعا البابا أساقفة جمهورية فيتنام للاهتمام بالشباب لاسيما المقيمين في الريف والذين تجذبهم المدينة لمواصلة دراساتهم العليا وإيجاد عمل، وحثهم على تنمية راعوية ملائمة لهؤلاء الشباب النازحين داخل بلادهم من خلال تعزيز التعاون بين أبرشياتهم والأبرشيات المضيفة وتقديم النصائح الأخلاقية والتوجيهات، كما وأشار إلى أن التعاون السليم بين الكنيسة والجماعة السياسية أمر ممكن وقال إن الكنيسة تدعو جميع أعضائها للالتزام النزيه في بناء مجتمع عادل ومتضامن، ولا تريد إطلاقا أن تحل مكان المسؤولين الحكوميين إنما ترغب فقط ـ بروح حوار وتعاون محترم ـ بأن تأخذ مكانها في حياة الأمة لخدمة الشعب كله. وختم بندكتس السادس عشر كلمته لمجلس أساقفة فيتنام في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية مشجعا جميع المؤمنين على البقاء أمناء للإيمان الذي نالوه من الرسل، مانحا الكل بركته الرسولية.