2009-06-24 14:46:20

البابا في مقابلة الأربعاء العامة يتحدث عن خوري آرس ويطالب بإطلاق سراح أوجينيو فاني من الصليب الأحمر في جنوب الفيليبين


في ختام المقابلة العامة اليوم الأربعاء وجه قداسة البابا تحية إلى الوفد الأممي برئاسة الممثل الأممي الخاص للأطفال في حالات النزاعات المسلحة وقال إني إذ أعبر عن تقديري الكبير لالتزامكم في حماية الأطفال ضحايا العنف والنزاعات المسلحة أفكر بجميع أطفال العالم وخصوصا منهم المعرضين للخوف والهجر والجوع والمرض والموت. إن البابا قريب من هؤلاء الضحايا الصغار ويذكرهم دائما في صلواته.

أضاف البابا يقول في الرابع والعشرين من يونيو لمائة وخمسين سنة خلت وُلدت فكرة تعبئة ضخمة لتوفير العناية لضحايا الحروب واتخذت في ما بعد اسم هيئة الصليب الأحمر. ومع مرور الزمن أثارت قيم التضامن والحياد والاستقلالية في الخدمة انضمام ملايين المتطوعين من مختلف أنحاء العالم ما ولّد مشاعر تضامن إنساني في حالات الحروب والنزاعات والطوارىء.

وإني إذ آمل بأن يكون الشخص البشري، بكرامته وكماله، محور الالتزام الإنساني لهيئة الصليب الأحمر، أشجع الشباب بشكل خاص على الالتزام الجدي في هذه الهيئة. وأستغل هذه الفرصة لأطلب الإفراج عن جميع الأشخاص المخطوفين في مناطق النزاعات ولاسيما عن العامل في هيئة الصليب الأحمر في الفيليبين أوجينيو فاني.   


لماذا هذه السنة الكهنوتية؟ ولم تحديدا في ذكرى القديس جان ماري فيانيي خوري آرس الذي لم يأتِ ظاهريا بأي عمل خارق؟ سؤالان طرحهما البابا بندكتس الـ16 في بداية مقابلته العامة مع المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وسلط خلالها الضوء على دور الكاهن التبشيري كصوت للكلمة وصورة عن يسوع المسيح الكاهن الأعظم.

شدد البابا على أن ما يجمع بين القديس بولس رسول الأمم الذي تختتم سنته اليوبيلية في 29 من الجاري وبين القديس خوري آرس هو مطابقتهما التامة لخدمتهما الخاصة ولشركتهما العميقة مع المسيح. وقال إن هدف وغاية السنة الكهنوتية التي دشنها في 19 من الجاري، تعزيز الشوق لدى كل كاهن صوب الكمال الروحي الذي إليه ترتكز فعالية خدمته ورسالته، وأيضا مساعدة الكهنة وشعب الله على إعادة اكتشاف وإدراك عطية النعمة الضرورية والفائقة التي يمثلها الكهنوت.

وعلى الرغم من تغيير الظروف التاريخية والاجتماعية التي عاشها خوري آرس، تساءل البابا كيف يتمكن الكهنة من الاقتداء به عبر مطابقته لخدمته ورسالته الكهنوتية في ظل المجتمعات المعولمة الحالية، فاستعرض الأفكار اللاهوتية السائدة في شأن الكهنوت وخلص إلى القول إن الكهنوت هو ذبيحة وخدمة الكلمة والبشرى.

وعن أولوية التبشير في حياة الكهنة، قال الحبر الأعظم إن يسوع تحدث عن ملكوت الله كهدف حقيقي لمجيئه إلى العالم وأن بشراه ليست خطابا، بل إن الآيات والعجائب التي أتى بها قد دلت على أن الملكوت واقع حاضر يتزامن مع شخصه، وشدد البابا على أن الوعظ المسيحي لا يعلن عن كلمات بل عن "الكلمة"، فالإعلان يتطابق وشخص المسيح بالذات: "لست أحيا أنا بعد، بل المسيح حيّ فيّ" (مار بولس).

ولكي يكون "صوت الكلمة"، أضاف البابا، عليه أن يتخلى عن ذاته ويفقدها بالمسيح ويشاركه في سر موته وقيامته بكل أواصر الأنا: الذكاء الحرية الإرادة وتقدمة الجسد كذبيحة حية؛ فالاشتراك وحده في ذبيحة المسيح يجعل التبشير أو الإعلان حقيقيا.

وأضاء الأب الأقدس على صورة "المسيح الآخر" التي على الكاهن أن يكونها بالاتحاد العميق مع كلمة الله، لأن الكاهن عبد المسيح وخادمه ويتسم وجوده بالطابع العلائقي، فهو "بالمسيح وللمسيح ومع المسيح في خدمة البشر والمجتمع.

وإذ ذكر البابا بكلمات كان يرددها خوري آرس والدموع تملأ عينيه: "ما أرهب أن يكون الإنسان كاهنا!" وأيضا: "كم هو مؤسف أن يقيم الكاهن القداس كأنه أمر عادي! كم يحزن وجود كاهن من دون حياة داخلية!"، أمل الحبر الأعظم أن تقود هذه السنة الكهنوتية سائر الكهنة إلى التشبه الكامل بيسوع المصلوب والقائم من الموت، فيكونوا مستعدين لأن ينقصوا كي ينمو المسيح، ويتحملوا على مثال خوري آرس مسؤولية رسالتهم التي هي علامة رحمة الله اللامتناهية.








All the contents on this site are copyrighted ©.