2009-06-21 14:45:54

البابا يزور سان جوفاني روتوندو ويذكر بأن القداسة إرث كبير تركه الأب بيو


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد زيارة راعوية إلى سان جوفاني روتوندو جنوب إيطاليا، حيث ترأس القداس الإلهي من على رتاج كنيسة القديس بيو من بييتريلتشينا وسط مشاركة جموع غفيرة من المؤمنين ناهز عددهم الخمسين ألفا وألقى عظة استهلها قائلا إن سر الإفخارستيا شكل محور حياة الأب بيو وجوهر دعوته وقوة شهادته، ليوجه بعدها تحية حارة لرئيس الأساقفة المطران دومينيكو دمابروزيو والإخوة الكبوشيين والسلطات المدنية والعسكرية والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والمؤمنين خاصا بالذكر المتواجدين في "بيت التخفيف من الألم".

توقف الأب الأقدس عند إنجيل هذا الأحد حول تسكين العاصفة، وتحدث عن ـ قوة إيجابية ـ تحرك العالم وقادرة على تحويل الخلائق وتجديدها وهي قوة "محبة المسيح"، مذكرا بكلمات القديس بولس "قد مات من أجلهم جميعا كيلا يحيا الأحياء من بعد لأنفسهم، بل للذي مات وقام من أجلهم". وانتقل البابا من ثم للحديث عن الأب بيو وقال إنه كان رجلا متواضعا "استولى عليه المسيح"، مشيرا إلى قوة المحبة والمغفرة والمصالحة والأبوة الروحية والتضامن الفعلي مع المتألمين، وإلى الجراحات التي حملها في جسده ووحدته بالمسيح المصلوب والقائم من الموت. وأضاف أن الأب بيو قدّم كل شيء لله مبشرا بالإنجيل، غافرا للخطأة وشافيا المرضى في الجسد والروح، وأشار بنوع خاص إلى كفاحه الأرواح الشريرة واتحاده الدائم بيسوع المسيح وإرشاده النفوس والتخفيف من الألم.

وتابع بندكتس السادس عشر قائلا إن القداسة هي الإرث الذي تركه الأب بيو للإخوة الكبوشيين الأصاغر وأعضاء جماعات الصلاة والمؤمنين في سان جوفاني روتوندو، مذكرا باهتمامه الدائم بأن يختبر الأشخاص رحمة الله والتجدد الداخلي لإعادة اكتشاف جمال وفرح أن نكون مسيحيين ونعيش في شركة مع يسوع وننتمي لكنيسته ونمارس إنجيله. وأشار الحبر الأعظم إلى أن الأب بيو جذب إلى درب القداسة من خلال شهادته نفسها مشيرا إلى السكة التي تقود إليها ألا وهي الصلاة والمحبة. كما وذكّر الأب الأقدس بصلاته المتواصلة للسبحة الوردية وتأمله الدائم بأسرار المسيح باتحاد روحي مع العذراء مريم وبالقداس الإلهي الذي شكل محور حياته، وتحدث أيضا عن اهتمامه الخاص بالمرضى والمتألمين ما قاد لمشروع تأسيس "بيت التخفيف من الألم".

هذا وذكّر البابا بأن مخاطر العلمنة لا تزال موجودة في عالم اليوم، مشيرا إلى أن زيارته تهدف أيضا لترسيخ الجميع في الأمانة للرسالة الموروثة من الأب بيو داعيا للإصغاء دوما للمسيح لإتمام مشيئة الله، وختم عظته سائلا القديس فرنسيس ومريم العذراء اللذين أحبهما القديس بيو حبا جما أن يسهرا على الجميع وقال: وهكذا ـ على الرغم من العواصف التي قد تهب فجأة ـ تستطيعون اختبار نفحة الروح القدس الذي هو أقوى من كل ريح معاكسة ويدفع سفينة الكنيسة وكل واحد منا.

وفي ختام الذبيحة الإلهية تلا الأب الأقدس صلاة التبشير الملائكي، ووجه كلمة ذكّر فيها بحياة القديس بيو التي تميّزت بمحبة كبيرة للعذراء القديسة، موكلا إليها السنة الكهنوتية التي بدأت يوم الجمعة الماضي احتفالا بعيد قلب يسوع الأقدس، وتمنى أن تشكل مناسبة مميزة لتسليط الضوء على قيمة رسالة وقداسة الكهنة في خدمة الكنيسة والبشرية في الألف الثالث. كما أشار بندكتس السادس عشر إلى الاحتفال أمس السبت باليوم العالمي للاجئين وقال إن أشخاصا كثيرين يبحثون عن ملجأ في بلدان أخرى هربا من الحرب والاضطهاد والكوارث، وأشار إلى أن استقبالهم واجب رغم المصاعب التي يطرحها وليست بقليلة، وتمنى أن يصار في أسرع وقت ممكن، وبالتزام الجميع، إلى إزالة أسباب هذه الظاهرة المؤلمة.

وكان البابا بندكتس السادس عشر وقبل ترؤسه القداس الإلهي قد زار الغرفة التي توفي فيها الأب بيو عام 1968 وتوقف للصلاة أيضا أمام ضريحه في مزار القديسة مريم سيدة النعم، حيث أضاء سراجين علامة زيارته الراعوية وتلك التي أجراها يوحنا بولس الثاني عام 1987.

الأب بيو من مواليد بييتريلتيشينا ـ إيطاليا في الخامس والعشرين من أيار مايو عام 1887. دخل رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين في السادسة عشرة من عمره، ونال السيامة الكهنوتية في العاشر من آب أغسطس عام 1910. توفي في الثالث والعشرين من أيلول سبتمبر عام 1968 ورفعه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني إلى مجد المذابح قديسا في السادس عشر من شهر حزيران يونيو عام 2002.








All the contents on this site are copyrighted ©.