2009-06-13 14:58:27

عيد القربان المقدس في روما بين التاريخ والواقع


للسنة الخامسة على التوالي، نظمت بازيليك القديسة مريم الكبرى البابوية "الساعات الأربعين" الشهيرة من السجود القرباني من 8 وحتى 11 من يونيو حزيران الحالي استعدادا لعيد القربان المقدس. وفي البازيليك عينها، أقيم زياح القربان المقدس الذي ترأسه البابا بندكتس السادس عشر عقب قداس السابعة مساء في بازيليك القديس يوحنا باللاتران.

وللمرة الأولى، اقترح الكاردينال برنارد فرانسيس لو رئيس كهنة بازيليك القديسة مريم الكبرى مشاركة الهيئة الدبلوماسية المعتمدة لدى الكرسي الرسولي في ساعة صلاة من أجل السلام في العالم خلال هذه الأمسية القربانية؛ وهكذا دعي السفراء وأقرباؤهم للمشاركة في هذه الصلاة الهادئة يوم الثلاثاء الفائت في 9 من الجاري من العاشرة وحتى الحادية عشرة ليلا.

إن "الأربعين ساعة" التي ما يزال تقليدها حيا في إيطاليا ويعود إلى القديس شارل بوروميه (1538 – 1584) تجمع آلاف المؤمنين وحركات العلمانيين والجماعات الدينية في البازيليك البابوية، فقد افتتح الكاردينال لو هذا "الماراتون" الإفخارستي صباح الاثنين الفائت بقداس ترأسه واختتم يوم الخميس ظهرا بمنح البركة القربانية.

حافظ الفاتيكان على تاريخ هذا العيد الأصلي الذي يقع يوم الخميس بعد ثمانية العنصرة إلا أن الاحتفال به نُقل إلى يوم الأحد التالي بناء على طلب عدد من المجالس الأسقفية في فرنسا وإيطاليا وغيرها للسماح للمؤمنين بالمشاركة فيه. في كل سنة، يتوافد آلاف الحجاج من روما ومن العالم للمشاركة في هذا الإعلان العام عن الإيمان الإفخارستي.

البابا أوربانس الرابع احتفل بأول عيد لجسد المسيح في مدينة أورفييتو سنة 1264. وهكذا فإن العيد جنى ثمار الشعائر الإفخارستية التي بدأت في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في ردة فعل ضد البدع وأضاليلها، مشيرا إلى إظهار الإيمان بحضور المسيح الحقيقي تحت أعراض الخبز والخمر.

أسس البابا أوربانس الرابع عيد جسد الرب بقرار بابوي عام 1264 وفوض القديس توما الأكويني كتابة النصوص الليتورجية واختار الخميس الواقع بعد ثمانية العنصرة لتعييده. وسنة 1314، ثبته البابا أكليمنضس الخامس.

أما في روما، فإن الاحتفال بهذا العيد أي بزياح من بازيليك القديس يوحنا باللاتران إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى لم يبدأ إلا في نهاية القرن الخامس عشر في ظل حبرية نقولا الخامس. بيد أن مسار الزياح الحالي على طول شارع ميرولانا لم يظهر إلا ابتداء من سنة 1575، تاريخ انتهاء الأعمال التي أرادها غريغوريوس الثالث عشر، وظل التقليد ساريا خلال ثلاثة قرون. ولكن هذه العادة تعرضت للنسيان سنة 1870 تاريخ احتلال روما، إلا أن يوحنا بولس الثاني أعاد هذا التقليد منذ السنة الأولى لحبريته سنة 1979. (بتصرف عن وكالة زينيت)








All the contents on this site are copyrighted ©.