2009-06-11 13:44:34

عيد خميس جسد ودم المسيح: محطة روحية عند كلمة الحياة


وفي أول يوم من الفطير، وفيه يذبح حمل الفصح، قال له تلاميذه: "إلى أين تريد أن نمضي فنعد لك لتأكل الفصح؟" فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: "اذهبا إلى المدينة فيلقاكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه، وحيثما دخل فقولا لرب البيت: يقول المعلم: أين غرفتي التي آكل فيها الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما علية كبيرة مفروشة مهيأة، فأعداه لنا هناك". فذهب التلميذان وأتيا المدينة، فوجدا كما قال لهما وأعدا الفصح. وبينما هم يأكلون، أخذ خبزا وبارك ثم كسره وناولهم وقال: "خذوا، هذا هو جسدي". ثم أخذ كأسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلهم وقال لهم: "هذا هو دمي، دم العهد يراق من أجل جماعة الناس. الحق أقول لكم: لن أشرب بعد الآن من عصير الكرمة حتى ذلك اليوم الذي فيه أشربه جديدا في ملكوت الله". ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون. (مرقس 14/12-16. 22-26)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

هذا هو جسدي...

 

لنضع كل ثقتنا في الله مستسلمين لمشيئته مهما بدا كلامه مناقضا لمفهوم عقلنا، وبالأحرى فليخضع لقوله عقلُنا وتفكيرنا. هكذا يجب أن نتصرف في ما يتعلق بالأسرار القربانية، لا نقفْ عند حد ما نراه بل نتمسك بالأقوال، فكلام الله لا يخدع، بينما تتعرض حواسنا بسهولة للانخداع. كلامه لا يحول أما حواسنا فكثيرة التعثر. قال لنا: "هذا هو جسدي"، فلنثق بكلامه ونصدقه ونبصره بعين النفس. فإن ما أعطانا المسيح، ليس شيئا حسيا، حتى ما كان منه حقيقة ملموسة، هو بكليته من العالم الروحي. فلا يتقربنّ أحد من هذه المائدة بتوان أو فتور، بل على الجميع أن يتقدموا منها بشجاعة، مضطرمين بحرارة التقوى. إن كان العبرانيون قد أكلوا حمل الفصح مستعجلين وهم وقوف منتعلو الأقدام وبأيديهم العصي، فعليك أن تفوقهم بسالة. كانوا على أهبة السفر إلى أرض الميعاد وتبدو عليهم ملامح الانتصار، أما أنت فإنك راحل إلى السماء.








All the contents on this site are copyrighted ©.