البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي: خلقنا على صورة الثالوث والحب وحده يسعدنا

تهافت زهاء خمسين ألفا من المؤمنين والحجاج إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ليتلوا مع البابا بندكتس الـ16 صلاة التبشير الملائكي ويصغوا إلى كلامه حول الثالوث الأقدس وعلاقة المحبة مع البشر.

دعا البابا المؤمنين للتأمل بسر الثالوث كما عرفنا به يسوع المسيح الذي كشف لنا أن الله محبة ليس باتحاد شخص واحد بل بالثالوث من جوهر واحد. وأضاف أن الله محبة صافية لامتناهية وأبدية، لا يحيا في وحدة رائعة بل هو مصدر حياة لا تنضب، تعطي ذاتها باستمرار وتتواصل. ويمكننا بطريقة ما أن ندركه حين نراقب الكون الشاسع مثل الأرض والكواكب والنجوم والمجرات أم في الكون الصغير كالخلايا والذرات والجزئيات.

وتابع الحبر الأعظم قائلا إن اسم الثالوث الأقدس مطبوع في كل موجود لأن كل شيء يتأتى من المحبة ويصبو إليها ويتحرك مدفوعا بالمحبة على مستويات مختلفة من الوعي والحرية. ولفت إلى أن الحجة الأقوى لخلقنا على صورة الثالوث هي أن المحبة وحدها تصيرنا سعداء لأننا نحيا لنحب ونكون محبوبين، وسطر أن الكائن البشري وبحسب التعبير البيولوجي، يحمل في جيناته الخاصة أثرا عميقا للثالوث ـ الله المحبة.

وتطرق الأب الأقدس إلى مريم العذراء في تواضعها الطيع فقال إنها جعلت نفسها خادمة الحب الإلهي فقبلت مشيئة الآب وحبلت بالابن بفعل وقوة الروح القدس، مضيفا أن الله القدير شيد فيها هيكلا يليق به وجعل منها نموذجا وصورة عن الكنيسة، سر ومنزل الشراكة مع البشر أجمعين. وسأل العذراء مريم، مرآة الثالوث الأقدس، أن تعين المؤمنين على النمو في الإيمان بالسر الثالوثي.