2009-06-03 15:28:49

البابا في مقابلته العامة يتحدث عن الراهب والأسقف رابان مور: يفتقر لنور الله من لا يكرس للرب وقتا من حياته


غصت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان اليوم الأربعاء بحشود المؤمنين والحجاج الذين أتوا للاستماع لتعليم البابا بندكتس الـ16 الأسبوعي الذي تمحور اليوم حول كلمة الله في فكر وكتابات الراهب والأسقف الألماني رابان مور المولود في العصور الوسطى والذي تنسب إليه صلاة: تعال أيها الروح الخالق.

القديس رابان مور المولود بمدينة ماينز حول العام 780، وصفه الحبر الأعظم بأنه أحد رجالات الكنيسة غير العاديين في القرون الوسطى الأولى الذي أسهم بشكل قاطع في نقل الموروث العلمي القديم وكتابات آباء الكنيسة. ترهب فتى يافعا في دير الرهبان البندكتان بمدينة فولدا الألمانية فأتاح له هذا الأمر فرصة التعمق بالكتاب المقدس وتذوق كلمة الله وغدا مرجعا علميا في محيطه الرهباني والاجتماعي.

اشتهر القديس رابان مور بسعة علمه وانكبابه على العمل الفكري، تابع البابا، فصار مستشارا لكثير من أمراء عصره حتى لقب بمعلم جرمانيا، ولكنه لم ينقطع أبدا عن التواصل مع كلمة الله فتميز بإجاباته السديدة المستقاة من الكتاب المقدس وآباء الكنيسة. انتخب رئيسا لدير البندكتان في فولدا ولاحقا رئيس أساقفة على أبرشية ماينز وواظب على الصلاة والدرس والعلم، فكان شارحا للكتاب المقدس وفيلسوفا وشاعرا وراعيا غيورا وأخيرا رجل الله.

أضاف البابا أن الراهب والأسقف رابان مور الذي لم ينقطع أبدا عن الدرس والتحصيل العلمي رغم مهامه الرعوية، كان يصر على تخصيص وقت من الحياة للرب لئلا يحيا الإنسان جراء ذلك محروما من نور الله ومحبته. فقد حرص على تفسير كلام الله ووضعه تحت تصرف أكبر عدد من المتأملين بغنى شروحات آباء الكنيسة البيبلية كإيرونيموس وأغسطينس.

ولفت البابا إلى أن الشعر بين يدي رابان تحول أداة طيعة لتمجيد الله والتعمق بكلمته في الليتورجيا وتعظيم الإيمان المسيحي، مقدما صورة المسيح المصلوب بين سطوره وجامعا بين كل الفنون المرتكزة إلى الفكر والقلب والحواس. وأضاف الأب الأقدس أن الإيمان المسيحي ليس فكرا وحسب بل إنه يلمس وجودنا كله حينما صار الله إنسانا متخذا جسما وعظما ودخل العالم الحسي بكل أبعاده، وولج واقعنا وكياننا فبدله.

وفي ختام تعليمه الأسبوعي، أمل بندكتس الـ16 أن يكون مثل القديس رابان مور مدعاة لعدم التنازل عن فسحة وقت للتأمل بكلمة الله كيلا يستحوذ العالم ومشاكله على أفكارنا وقلوبنا، كما دعا الشباب عشية الاحتفال بالثالوث الأقدس الموافق الأحد القادم للتأمل بسر الثالوث الذي يقودهم دوما صوب حب الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.