2009-06-01 17:04:58

أحد العنصرة: محطة روحية عند كلمة الحياة


قال يسوع: "ومتى جاء المؤيّدُ الذي أرسله إليكم من لَدُنِ الآب روحُ الحق المنبثقِ من الآب فهو يشهد لي وأنتم أيضا تشهدون لأنكم معي منذ بدء الأمر... فمتى جاء هو، أي روحُ الحق، أرشدَكم إلى الحق كله لأنه لا يتكلم من عنده، بل يتكلم بما يسمع، ويخبركم بما سيحدث. سيمجدني لأنه يأخذ مما هو لي ويُطلعكم عليه. جميع ما هو للآب فهو لي ولذلك قلت لكم إنه يأخذ مما لي ويطلعكم عليه. (يوحنا 15/26-27 و16/13-15)

 

قراءة من مار يعقوب السروجي (+521)

سلاح الروح

 

صعد ابن الملك إلى والده لكي يرسل من بيت أبيه إلى عبيده سلاح الروح. جمعهم قبل صعوده وقد أزمع أن يرتفع، فنفخ فيهم ليقبلوا منه الروح.

قبل صعوده ألبسهم قوة الروح، وبعد صعوده أرسل إليهم جميع السلاح. أعطى من قبل، ليثبت أن له ما يعطي، وأعطى من بعد، فعلّم أن الآب يكمّله.

الروح بالصوت والنار بالنظر قد امتزجا، فألبسا التلاميذ وججاهم بالسلاح. اندلعت ألسنة النار الحية من بيت الآب واضطرمت في الرسل فاستناروا للنطق جميعا.

الروح الحكيم الذي فجأهم صوت، كان معلما علمهم جميع الألسنة. بالمرسَلة نارِ الآب الحارة استنارت نفوسهم فاندفعوا ينطقون بجميع الألسنة.

طفقوا جميعهم يتكلمون بلغات أخرى كما آتاهم الروح أن ينطقوا. من المذهل أن يقال، وقد تقسمت ألسنتهم، أن ما حدث في علية بابل الابن لأشبه بما حدث في بابل.

كان الروح القدس معلما فعلمهم الكتاب الجديد دون قراءة المكتوبات. فجأهم سماع صوت الروح، مُنحوا رؤية النار بشبه ألسنة.

رسلٌ سذج بالحكمة اغتنوا، صيادون استناروا بكل لسان. كلام جديد نطق به التلاميذ، أصوات مختلطة سُمعت في العلية.

نار الأعالي اضطرمت في بني النور، ولم يحترقوا بل استناروا باللهيب. النار التي هبطت في شبه ألسنة أضرمتهم، فوهبتهم كلاما جديدا بجميع الألسنة. في العلية نالوا ألسنة نار وروح، فتكلموا جميعهم بجميع الألسنة، كما في بابل. (نشيد أحد العنصرة)

 

أيها الروح القدس

 

هلم أيها الروحُ القدس وأرسل من السماء شعاع نورك. هلم يا أبا المساكين. هلم يا معطي المواهب. هلم يا ضياء القلوب. أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب، أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة وفي الحر اعتدال وفي البكاء تعزية. أيها النور الطوباوي، املأ باطن قلوب مؤمنيك، لأنه بدون قدرتك لا شيء في الإنسان ولا شيء طاهر: طهر ما كان دنسا، إسق ما كان يابسا، إشفِ ما كان معلولا، ليّن ما كان صلبا، أضرم ما كان باردا، دبّر ما كان حائدا. أعطِ مؤمنيك المتوكلين عليك المواهب السبع، امنحهم ثواب الفضيلة، هب لهم غاية الخلاص وأعطهم السرور الأبدي. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.