2009-05-31 15:06:53

البابا يقيم قداس عيد العنصرة في البازيليك الفاتيكانية ويدعو إلى إيكولوجيا الروح النقية من السموم وإلى كنيسة مصلية


توشحت بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان بالبهاء وتزينت بالأزهار المختالة بألوانها الحمراء احتفاء مع الكنيسة الجامعة بعيد العنصرة، ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ والرسل المجتمعين في العلية مع مريم العذراء بعد خمسين يوما على قيامة يسوع المسيح، إذ تم ما وعد به تلاميذه بأن يرسل إليهم الروح المعزي فيبشروا باسمه في العالم أجمع.

ولهذه المناسبة الكبرى، ترأس البابا بندكتس الـ16 قداسا احتفاليا في البازيليك الفاتيكانية خدمته جوقة كاتدرائية كولونيا الألمانية وفرقتها الأوركسترالية وأدت قداس هارموني ميسّيه للموسيقار النمساوي يوزف هايدن (القداس الأخير الذي لحنه) في المئوية الثانية لوفاته، وقال البابا إن هذا القداس سمفونية رائعة لتمجيد الله.

وفي عظة ألقاها، تحدث الحبر الأعظم عن أوجه الروح القدس في الكتاب المقدس وحياة الكنيسة والعالم فقال إن الروح هو نار حب وعاصفة تنقي الهواء وهو قاهر الخوف، مشيرا إلى أن الكنيسة هي الطريق السهلة للقاء الروح وقبول ناره في هذا اليوم المميز، فيجب أن يواظب المسيحيون على الصلاة متفقين ومتحدين مثل الرسل وتكون الكنيسة مصلية أكثر.

ولفت البابا إلى أن الروح بحسب أعمال الرسل هو ريح عاصفة وتدعو للتفكير في الهواء الذي يميز الأرض عن سائر الكواكب. فالروح القدس للحياة الروحية كالهواء للحياة البيولوجية وكما أن هناك تلوثا في الجو يسمم البيئة والكائنات الحية، هناك أيضا تلوث القلب والروح الذي يعذب ويسمم الوجود الروحي. وأضاف: كم هو ثمين تنشق هواء عليل عبر الرئة وهو مادي وأيضا كم هو ثمين تنشق هواء الروح النقي وهو المحبة.

وأقام البابا مقارنة بين بروموتيوس رمز الإنسان العصري وبين يسوع المسيح، فالكائن البشري باستيلائه على طاقات الكون أو النار يبغي تأكيد تفوقه على الله ويريد تبديل العالم بمعزل عن الخالق ومبدع الكون أو إنكاره، فليس الإنسان بعدُ على صورة الله ومثاله بل على صورة أنانيته. وحذر البابا من خطر استعمال الإنسان للنار وطاقاته الجبارة الذي قد يرتد سلبا على الحياة والإنسانية برمتها، مذكرا بمآسي هيروشيما وناغازاكي حيث أدى استعمال الطاقة الذرية لمآرب حربية إلى زرع الموت بشكل غير مسبوق.

وأكد بندكتس الـ16 في عظته أن الروح القدس هو قاهر الخوف فحيثما يحل الروح يطرد الخوف ويزرع حب الله القدير، وسأل الرب في الختام أن يرسل روحه كي يجدد وجه الأرض. 








All the contents on this site are copyrighted ©.