2009-05-28 16:39:55

كلمة البابا خلال الجمعية العامة لمجلس أساقفة إيطاليا بالفاتيكان


أشاد البابا بندكتس الـ16 بالرباط الأخوي والشركة العميقة في تعليم خليفة بطرس وخدمته الراعوية التي تدل على اتحاد الكنيسة في إيطاليا مع الكرسي الرسولي، مؤكدا أن مناخ الشركة هو من يغذي الشعب المسيحي من كلام الله ونعمة الأسرار، وذلك خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة لمجلس أساقفة إيطاليا المنعقد في قاعة السينودس بالفاتيكان.

وفي كلمته إلى الأساقفة الإيطاليين وفي طليعتهم الكاردينال أنجلو بانياسكو رئيس المجلس، استعرض البابا عمل الكنيسة الرعوي والتزامها الرسولي الذي ميز مسيرة الكنيسة في إيطاليا بعد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني فشدد على ضرورة العمل التربوي الملح ضمن التزاماتهم واهتماماتهم في مواجهة النظرة النسبية والعدمية للحياة التي تخلب العقول والأفكار.

وشدد البابا على صعوبة تنشئة مسيحيين أصيلين التي تتلاقى وصعوبة تهيئة رجال ونساء مسؤولين وناضجين كفاية، وأساس هذه التنشئة وصلبها وعي الحقيقة والخير والانتماء الحر لهما والنهل من كلام الله والشهادة الحية للمسيح على مثال بولس الرسول. وقال إن المربي الحقيقي هو من يضع ذاته في الطليعة ويعرف الجمع بين المهابة والقدوة الحسنة بهدف تربية الذي عُهدوا إليه.

ولفت الحبر الأعظم إلى قرب موعد الاحتفال بالسنة الكهنوتية التي أرادها على شاكلة السنة البولسية، ودعا الأساقفة كما والكهنة لاكتشاف نعمة الخدمة الكهنوتية والتزامها الكبير، وقال إنها خدمة للكنيسة وللشعب المسيحي تتطلب روحانية عميقة.

ونوه البابا بحيوية الكنيسة الإيطالية وبحس التضامن الذي يحرك الشعب الإيطالي وبنوع خاص خلال النكبة الأخيرة التي أصابت سكان إقليم أبروتسو جراء الزلزال المدمر، وسطر سخاء الرعايا والجماعات الكنسية التي أقبلت على تقديم العون إلى مواطنيهم من خلال هيئة كاريتاس.

وتطرق الأب الأقدس إلى الأزمة المالية الاقتصادية التي عصفت بالساحة الدولية وضربت كل الدول بأشكال مختلفة، لافتا إلى أنها طالت الشرائح والأسر الأكثر ضعفا وهشاشة في المجتمع، وأشاد ببادرة مجلس أساقفة إيطاليا الذي أسس الصندوق التعاضدي "قروض الأمل" وأطلق حملة تبرعات نهار الأحد القادم في الكنائس الإيطالية كافة، إضافة إلى مبادرات عديدة تقوم بها الأبرشيات على مختلف الصعد.

وفي ختم كلمته، أوصى البابا بندكتس الـ16 الأساقفة بضرورة تبني الدفاع الفكري والثقافي عن الحياة البشرية بكامل أشكالها ومراحلها ويشكل تحديا كبيرا في عالم اليوم المعلمن والنسبي، وهو ما يشير إليه شعار "أحرار لنحيا وحب الحياة حتى الموت" الذي أطلقه العلمانيون الكاثوليك في إيطاليا والتزموا بالدفاع عنه لتعزيز الخير الحقيقي للأفراد والمجتمع.








All the contents on this site are copyrighted ©.