2009-05-24 15:58:22

البابا يحتفل بالقداس الإلهي في مدينة كاسينو: عيد الصعود يغمرنا بالسكينة والفرح


قام البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد الرابع والعشرين من مايو أيار الموافق وعيد الصعود بزيارة رعوية إلى مدينة كاسينو الإيطالية ودير مونتيكاسينو، واحتفل بالقداس الإلهي في ساحة ميرندا التي غصت بالمؤمنين والتي ستحمل اسمه من اليوم فصاعدا، وألقى الأب الأقدس عظة استهلها من كتاب أعمال الرسل (8،1) مذكرا بما قاله يسوع للتلاميذ "سينزل عليكم الروح القدس، فتتلقون منه القدرة وتكونون لي شهودا في أورشليم واليهودية كلها والسامرة، حتى أقاصي الأرض". ويضيف كاتب أعمال الرسل مباشرة: وما إن قال ذلك حتى رُفع بمرأى منهم ثم حجبته غمامة عن أبصارهم.

وتابع الحبر الأعظم قائلا إن عيد الصعود الذي نحتفل به اليوم يدعونا لإتحاد عميق مع يسوع المائت والقائم من الموت والحاضر بشكل غير منظور في حياة كل واحد منا. وينبغي أن يغمرنا عيد صعود الرب بالسكينة والفرح كما حصل مع الرسل الذين "امتلأوا فرحا"، وعلينا أن نبشر نحن أيضا، وبهدي من الروح القدس، بموت وقيامة المسيح ترشدنا وتعزينا كلماته نفسها في ختام إنجيل القديس متى "وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى انقضاء الدهر". وتوجه البابا إلى أبناء أبرشية كاسينو قائلا: إن الاحتفال اليوم بعيد الصعود يحثنا على ترسيخ إيماننا بحضور يسوع الحقيقي؛ فمن دونه لا نستطيع إتمام أي شيء فاعل في حياتنا ورسالتنا. كما وذكر بندكتس السادس عشر بهدف زيارته الراعوية ألا وهو التشجيع على بناء جماعتهم الأبرشية باستمرار على المسيح، وحيا بعدها الأب بييترو فيتّوريللي والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والسلطات المدنية والعسكرية وعمدة المدينة ومعلمي التعليم المسيحي والشباب وجميع الذين، وبطرق متعددة، يعنون بنشر الإنجيل في هذه الأرض الغنية بالتاريخ والتي عرفت لحظات ألم كبير خلال الحرب العالمية الثانية، وتشهد على ذلك المقابر الكثيرة المحيطة بهذه المدينة. وتابع البابا قائلا: نشعر اليوم بصدى نداء القديس بندكتس الذي يدعونا للنظر دوما للمسيح، وذكّر من ثم بأهمية الالتزام أكثر فأكثر ببناء مجتمع حيث يتم التعبير عن التضامن بعلامات حسية ملموسة، وبالروحانية البندكتية المرتكزة إلى الصلاة والعمل، وقال إن الصلاة هي أجمل إرث تركه القديس بندكتس للرهبان.

هذا وتحدث الحبر الأعظم في سياق عظته عن أنسنة عالم العمل وعبّر عن تضامنه مع العمال المحالين للبطالة المؤقتة أو الذين تم تسريحهم، وقال: ينبغي على جرح البطالة الذي يصيب هذه الأرض أن يقود المسؤولين عن الشأن العام والمتعهدين للبحث ـ وبإسهام الجميع ـ عن حلول فعالة لأزمة البطالة، من خلال توفير فرص عمل جديدة وحماية العائلات. وبهذا الصدد، قال البابا إن العائلة بأمس الحاجة اليوم للحماية وأضاف: أفكر بالشباب الذين يجدون صعوبة في إيجاد عمل لائق يتيح لهم تكوين عائلة، وأود أن أقول لكم: تشجعوا فالكنيسة لن تترككم! وانتقل الأب الأقدس من ثم للحديث عن اهتمام الأبرشية بعالم الثقافة والتربية، وقال إن أرشيف ومكتبة دير مونتي كاسينو يضمان شهادات لا تحصى حول التزام رجال ونساء تأملوا وبحثوا كيفية تحسين الحياة الروحية والمادية للإنسان، وأضاف أن الثقافة الأوروبية كانت البحث عن الله والاستعداد للإصغاء إليه... أعلم أنكم تعملون بهذا الروح في الجامعة والمدارس لتصبح مختبرات معرفة وبحث لمستقبل الأجيال الجديدة، وأعلم أيضا أنكم، واستعدادا لزيارتي، عقدتم مؤتمرا حول التربية لتحثوا الجميع على أن ينقلوا للشباب قيم إرثنا الإنساني والمسيحي.

 

في كلمته قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء البابا يوجه تحية لكاثوليك الصين

وفي ختام القداس الإلهي في ساحة ميراندا بمدينة كاسينو وقبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء، وجه البابا بندكتس السادس عشر كلمة قال فيها: كل مرة نحتفل فيها بالقداس الإلهي، نشعر بتردد صدى كلمات يسوع لتلاميذه في العشاء الأخير "السلام أستودعكم وسلامي أمنحكم" (يوحنا 27،14)، وأضاف الأب الأقدس: خلال زيارتي الأرض المقدسة، كنت حاج سلام، واليوم أيضا ـ وفي هذه الأرض المطبوعة بالموهبة البندكتية ـ أُتيحت لي فرصة التشديد مرة جديدة، على أن السلام هو أولا، عطية من الله، وبالتالي فإن قوته تكمن في الصلاة. كما ذكّر البابا بضرورة تنمية حياة صلاة حقيقية لضمان الرقي الاجتماعي في السلام، وأشار إلى أن تاريخ الحياة الرهبانية يعلمنا بأن نمو الحضارة الكبير يبدأ بالإصغاء اليومي لكلمة الله التي تحث المؤمنين على القيام بجهد شخصي وجماعي لمكافحة كل شكل من أشكال الأنانية والظلم. وبالتعلم فقط، وبنعمة المسيح، قهر الشر في داخلنا وفي علاقاتنا مع الآخرين، نصبح بناة حقيقيين للسلام والرقي المدني. فلتساعد مريم العذراء، سلطانة السلام، جميع المسيحيين في مختلف الدعوات وظروف الحياة، ليكونوا شهود السلام الذي منحنا إياه المسيح. وأضاف الأب الأقدس يقول: يحتفل هذا الأحد الرابع والعشرين من أيار مايو الموافق عيد العذراء مريم، معونة المسيحيين، المكرمة بنوع خاص في معبد سيشان بشنغهاي، يحتفل بيوم صلاة من أجل الكنيسة في الصين. أوجه تحية خاصة لكاثوليك الصين وأحثهم على أن يجددوا إيمانهم بالمسيح وأمانتهم لخليفة بطرس. كما وتمنى الأب الأقدس أن تساعد شهادة القديس بندكتس الروحية الشعوب القاطنة في هذه القارة على البقاء أمينة لجذورها المسيحية وبناء أوروبا موحدة ومتضامنة، مؤسسة على البحث عن العدالة والسلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.