2009-05-19 14:40:00

المطران بشارة الراعي يعقد مؤتمر صحفيا في بيروت لتقديم رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي الـ43 لوسائل الإعلام


عقد المطران بشارة الراعي أسقف جبيل للموارنة ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام مؤتمرا صحفيا في مقر المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان قدم خلاله رسالة البابا بندكتس السادس عشر لمناسبة اليوم العالمي الثالث والأربعين لوسائل الإعلام والذي سيُحتفل به يوم الأحد المقبل تحت عنوان "تقنيات جديدة، علاقات جديدة، تعزيز ثقافة احترام وحوار وصداقة".

ألقى الراعي مداخلة قال فيها: إن "التقنيات الرقمية الجديدة" التي تتوفّر اليوم، بشكل مذهل، لوسائل الاتصال الاجتماعي المعروفة بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، هي "هبة حقيقية للإنسانية"، ذات طاقة خارقة وقدرة عظيمة، على خلق "علاقات جديدة" بين الناس والشعوب، على مستوى التواصل والتفاهم والتضامن البشري، إذا أُحسن استعمالها من قبل المنتجين والمستعملين والمستفيدين. ويحتل المكان الأول في هذه العلاقات الجديدة "تعزيز ثقافة احترام وحوار وصداقة"، يحتاج إليها العالم، اليوم أكثر من أي وقت مضى، بسبب العولمة الإعلامية، حيث كوكبنا أصبح "قرية عالمية".

وقال المطران الراعي إن البابا يشدد في رسالته على أن التقنيات الرقمية الجديدة" توفّر "علاقات جديدة" إذ تمكّن الأُسّر من أن تبقى على اتصال، حتى ولو فرّقت بينها أبعادٌ هائلة؛ تمكّن الطلاب والباحثين من أن يبلغوا بسهولة أكبر وفوراً، إلى وثائق ومصادر واكتشافات علميّة، وأن يعملوا في مجموعات انطلاقاً من أماكن مختلفة؛ تُسهّل وسائل الإعلام الجديدة المتشعّبة العمل طرقاً أكثرَ فعّاليّة للاطّلاع والتواصل، وتُسهم في التقدّم الاجتماعي. وتلبي هذه الوسائل رغبة أساسيّة كامنةً في البشر تدعوهم إلى التواصل بعضهم مع بعض، وهي رغبة متأصّلة في طبيعتنا ككائناتٍ بشريّة، ومعبّرة عن مشاركتنا في حبّ الله التواصليّ والموحّد، الذي يريد أن يجعل من البشريّة جمعاء أسرةً واحدة. فالله هو اله التواصل والشركة.

إن هذه "العلاقات الجديدة" ـ تابع المطران الراعي ـ ليست علاقات عابرة، سطحية، بل هي نوع من الحب الحقيقي النابع من قلب الإنسان، والرامي إلى الدخول في علاقة مع الآخرين. ولهذا تحمل "التقنيات الجديدة" رسالة تعزيز ثقافة احترام وحوار وصداقة. وتحدث عن بعض النقاط الرئيسة لهذه الرسالة وهي: أولا احترام الكائن البشري وقيمته، فلا تُستعمل كلمات وصور تحطّ من قدره، ويُقصى كل ما يغذّي الحقد وعدم التسامح، وما يشوّه جمال الجنس وحميميته، وما يشكل استغلالاً للضعفاء؛ ثانيا الحوار بين الأشخاص المتنوعي البلد والثقافة والدين، من شأن هذا الحوار أن يسمح بالتلاقي والتعرّف على قيم الآخرين وتقاليدهم، على أن يجري الحوار بأساليب شريفة وإصغاء احترامي، وأن يهدف إلى البحث الصادق والمشترك عن الحقيقة والخير والجمال، بغية الوصول إلى السعادة والفرح؛ ثالثا الصداقة الحقيقية، وهي إحدى أعظم الثروات التي يتمتع بها الكائن البشري. ولكن يُشترط ألاّ يكون البحث عن الصداقات عبر التواصل على حساب العائلة والجيران وسائر الناس الأقربين الذي نلقاهم كل يوم في المدرسة والجامعة ومكان العمل. فهؤلاء هم أول من يساعدنا على التطوّر الإنساني السليم. ينبغي من ناحية ثانية ألاّ تكون الصداقات عبر التواصل غاية بحد ذاتها، بل أن تساهم في تعزيز التضامن البشري والسلام والعدالة وحقوق الإنسان واحترام الحياة وخير الخلق أجمع.

وختم المطران الراعي مداخلته مذكرا بأن البابا أنهى رسالته بنداء إلى الشباب المسيحي لأن يقدّموا شهادة إيمانهم في العالم الرقمي، ويبثّوا القيم المسيحية والإنسانية والخلقية في ثقافة هذا المدى الجديد للتواصل والإعلام، مثلما نشر الرسل وتلاميذهم، في فجر المسيحية، بشرى يسوع الحسنة في العالم اليوناني ـ الروماني. يستطيع الشباب ذلك إذا توفرّت عندهم معرفة معمّقة لاستخدام التقنيات الجديدة بشكل متناسق ومناسب، وإذا كان في قلبهم إيمان راسخ ببشرى اله تجسّد وتألم ومات وقام من بين الأموات كي يخلص البشرية، هو يسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.